قدم المدير العام للألكسو، عبد الله حمد محارب، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء بمناسبة بداية ولايته الثانية على رأس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أهم البنود التي تعتمد عليها الخطة الاستراتيجية للمنظمة في الفترة الممتدة بين 2017-2022.
وتقوم هذه الخطة بالأساس على برنامج « تعزيز ثقافة التعايش المشترك والحوار البناء ومكافحة التطرف والعنف والإرهاب » الذي يهدف إلى مجابهة التحديات المطروحة على البلدان العربية في ميادين الفكر والثقافة، إلى جانب برنامج « السياسات الثقافية في الدول العربية ومواكبة التغييرات العالمية » وذلك من خلال تفعيل التنسيق بين المسؤولين عن الثقافة في البلدان العربية وعقد مؤتمرات وزارية وندوات علمية.
أما في ما يتعلق بحماية التراث فستعمل المنظمة في الخمس سنوات المقبلة، وفق مديرها العام، على إصدار كتب تراثية وإعداد بحوث متخصصة في مجال حماية التراث والمخطوط العربي.
وسيحظى « الإبداع الثقافي » باهتمام الألكسو في هذه الخطة الاستراتيجية التي ستحرص على التعريف بالإبداع العربي في مجالات الثقافة وتنظيم مسابقات وجوائز لحفز الإبداع الثقافي العربي.
كما ترتكز الخطة التي قدمها مدير الألكسو، على « خدمة اللغة العربية وتطويرها وتعليمها ونشرها في ظل المتغيرات والتحديات » من خلال إعداد نماذج متطورة في طرق تعليم اللغة العربية واعتمادها كأداة الكترونية لتحقيق التواصل ولتبادل الخبرات وتعزيز المطالعة باللغة العربية إلى جانب إعداد نماذج تعليمية تطبيقية لتعليم اللغة العربية للجاليات بالخارج.
وذكرت مديرة إدارة الثقافة والتراث بالألكسو، حياة القرمازي، في كلمة ألقتها بالمناسبة، أن عدد المشاريع الراجعة لإدارتها بالنظر والمدرجة ضمن محاور الخطة الاستراتيجية للمنظمة وبرامجها للفترة ( 2017-2022) يفوق 27 نشاطا مكتفية بتقديم 3 أنشطة وصفتها بالمهمة.
ويحتل برنامج « العقد العربي للحق الثقافي » الذي يوفر إطارا للعمل العربي المشترك من أجل دعم حقوق الإنسان، من خلال الثقافة وتوظيفها في الصناعات الإبداعية الداعمة للتنمية والمقاومة للفكر المتطرف، صدارة قائمة هذه الأنشطة.
وقالت حياة القرمازي إن الهدف من صياغة هذا البرنامج يتمثل في « تجديد الخطاب الثقافي ليواكب المستجدات الراهنة وطنيا وإقليميا ودوليا خلال العشرية القادمة وذلك من خلال إرساء مقومات حوار ثقافي عربي متكافئ ومسؤول، فضلا عن تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة في الميدان الثقافي ودعم الشراكة بين الأطراف الحكومية والمجتمع المدني وأصحاب المال والأعمال »، مضيفة أن الإعلان عن انطلاقه بصفة فعلية سيتم في بداية سنة 2018.
وتطرقت مديرة الثقافة والتراث إلى برنامج « مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية » مبينة أنه من شأنه أن يساهم في بناء القدرات العربية وتدريب المهنيين.وأعلنت في هذا السياق أن الألكسو ستنظم ورشة تدريبية من 23 إلى 28 أفريل القادم حول إدراج ملف جزيرة جربة ضمن قائمة التراث العالمي وذلك في إطار مرافقة تونس في مختلف مراحل إعداد الملف وتوفير الدعم من الخبرات والكفاءات اللازمة إلى أن يتم التسجيل.
وأشارت إلى مشروع إنتاج المسلسل الكرتوني « تمور وتمورة » الناطق باللغة العربية والموجه للأطفال، وهو مشروع يرمي إلى إيجاد شخصية مستوحاة من البيئة العربية تعمل على توعية الطفل بضرورة المحافظة على الهوية العربية بطريقة سلسة ومرحة.
هذه السلسة التي ستتزامن مع تسجيل النخلة والعادات والطقوس المتعلقة بها كتراث عربي مشترك، على اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، سترفق بألعاب الكترونية ومنتجات ترويجية تستخدم في الحياة اليومية
ومن جهته، أعلن الباحث إبراهيم شبوح، الخبير لدى الألكسو، أنه تم إعداد جزئين جديدين من موسوعة « أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين » وسيكونان جاهزين خلال شهر أفريل القادم، مضيفا أن الموسوعة استطاعت أن تعرف بـ 4220 شخصية عربية تركت أثارا في التربية والثقافة العربية على غرار أبي نصر محمد الفارابي وأحمد ابن رشد. وستكون الموسوعة بأجزائها الثلاثين جاهزة سنة 2021.
وفي سياق متصل، قال شبوح إنه يتم العمل على إصدار كتاب مرجعي يضم حوالي 600 صفحة تجمع مقالات ودراسات وبحوث نشرت في المجلة العربية للثقافة.
وللإشارة فقد تم خلال الدورة 23 للمؤتمر العام للألكسو المنعقدة بتونس العاصمة يوم 14 ماي 2016 الإعلان عن تجديد انتخاب عبد الله حمد محارب مديرا عاما للمنظمة لفترة ثانية مدتها أربع سنوات تبدأ من غرة فيفري 2017 وتنتهي في 31 جانفي 2021.

وات