أكد مدير البحوث التاريخية والأثرية بالمعهد الوطني للتراث الحبيب بن يونس، خلال مداخلته  يوم  الأحد  10 ماي ، في محاضرة رقمية مباشرة، على أن المتاحف تعد رافدا من روافد الصناعة الثقافية ودعما للاقتصاد الإبداعي ، فهي تساهم في استقطاب عدد كبير من السياح فضلا عن توفيرها لمواطن شغل في مختلف الاختصاصات.
واستعرض في هذا السياق عدد زوار متحف « لوفر » الفرنسي الذي بلغ قرابة عشرة ملايين خلال سنة 2019، ليحتل بذلك رأس القائمة في مؤشّر المتاحف الأكثر استقبالا للزائرين في العالم.
كما أشار الحبيب بن يونس إلى الدور الهام الذي تقدمه المتاحف في المجتمع، حيث تساهم في تطويره ثقافيا وحضاريا وإنسانيا، كما تعتبر أيضا وسيلة من وسائل الترفيه عن النفس.
وقدم مدير البحوث التاريخية والأثرية بالمعهد الوطني للتراث قراءة في تصنيف المتاحف التونسية التي تتوزع إلى متاحف وطنية كالمتحف الوطني بباردو وأخرى أثرية على غرار متحف قرطاج والمتحف الأثري بأوتيك.
وتوجد أيضا متاحف جهوية مثل متحف نابل بالإضافة إلى متاحف موقعية ومتاحف خاصة منها « دار الشريط » بولاية توزر و »للا حضرية » بمدينة جرجيس.كما سلط الحبيب بن يونس الضوء على خصائص المتاحف التاريخية والتراثية التي تضم رصيدا هاما من الآثار التي تجسد تاريخ حضارات قديمة متعددة تركت بصمتها في البلاد، كما تحتوي المتاحف على مجموعات فسيفسائية فريدة من نوعها مثل لوحة فسيفساء « الأسد » الموجودة بالمتحف الأثري « سلقطة ».
وأكد الباحث على ضرورة التعجيل في ترميم عدد هام من المتاحف من بينها « دار بن عبد الله » الذي يقع بالمدينة العتيقة بتونس و »دار الجلولي » بولاية صفاقس، وذلك لما تحتويه من أسس تاريخية للتراث التونسي علاوة على تجسيد هذه المتاحف لـ « ذاكرة تاريخية » توثيقية، وفق تعبيره.
ويجدر التذكير إلى أن هذه المحاضرة تتنزل في إطار سلسلة الندوات الافتراضية التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية خلال شهر التراث الذي يقام من 18 أفريل إلى غاية 18 ماي الجاري تحت شعار « اقعد في دارك ، تراثك كنز ليك ولصغارك ».
وتجدر الإشارة إلى أن الباحث الحبيب بن يونس هو محافظ سابق للمتحف الوطني بباردو ومديرسابق لدائرة التنمية المتحفية بالمعهد الوطني للتراث ومدرس بالجامعات التونسية، وهو مختص في الآثار البونية والمتحفية.

وات