البث الحي

الاخبار : متفرقات

668_334_1501446431

مديرالمعهد الوطني للتراث: الموقع الأثري المغمور بالمياه بنابل ليس اكتشافا جديدا بل أعلن عنه منذ سنة 2013

الحفريات الأثرية التي انطلقت في سنة 2010 قرب مدينة نابل الساحلية (شمال شرق تونس)، بإشراف فريق من المعهد الوطني للتراث مختص في التنقيب عن الآثار تحت المائية، كانت كشفت منذ سنة 2013 عن وجود موقع أثري روماني غمرته المياه بهذه المدينة التي كانت تسمى قديما نيابوليس.
هذا ما أكده مدير المعهد الوطني للتراث، فوزي محفوظ في تصريح لـ (وات) مضيفا أنه خلافا لما راج، خلال شهر جويلية الفارط، في عدد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية حول اكتشاف موقع نيابوليس الأثري الذي غمرته المياه جراء موجة « تسونامي » حدثت في منتصف القرن الرابع ميلادي، فإن عمليات التنقيب الأخيرة التي أجراها فريق تونسي إيطالي مشترك جاءت بناء على تحديد مسبق لهذا الموقع الأثري.
وأوضح الأستاذ الجامعي والباحث في علوم التاريخ والآثار أن « السبب الذي جعل المياه تغمر هذه الآثار المتمثلة خاصة في أحواض تمليح السمك وتجفيفه، مايزال محل جدل، ولا يمكن الجزم بأن زلزالا أو موجات تسونامي حصلت خلال منتصف القرن الرابع ميلادي، أدت إلى امتداد البحر على اليابسة واختفاء هذه الآثار تحت مياه البحر ».
وأفاد المصدر نفسه، أن الحسم في هذه المسألة يقتضي دراسة علمية دقيقة تعتمد على رفوعات هندسية وتحاليل للعينات من قبل علماء متعددي الاختصاصات على غرار أخصائيين في علوم البحار والجيولوجيا، مشيرا الى أنه سيتم تقديم نتائج هذه الأبحاث وعرض صور وأفلام وثائقية في حصص أكاديمية ينظمها المعهد الوطني للتراث في غضون شهر أكتوبر أو نوفمبر 2017 بالاشتراك مع أساتذة محاضرين من جامعة « ساساري » الإيطالية.
وفي سياق متصل، أفاد الباحث المختص في الآثار تحت المائية، أحمد قضوم لـ (وات) بأن الموقع الأثري المغمور بالمياه يعد امتدادا لموقع نيابوليس البري المحميّ والخاضع لإشراف وكالة حماية التراث المكلفة بتثمينه واستغلاله كمعلم تراثي يقصده الزوار، مضيفا أن هذا الموقع البري يضم هو الآخر أحواضا كانت مخصصة لنشاط تجاري يتمثل في تمليح السمك وتجفيفه في الحقبة الرومانية.
وبين قضوم أنه « إثر ارتفاع مستوى المياه في سواحل البحر الأبيض المتوسط خلال ألفي سنة خلت، غمرت هذه المياه عديد المنشآت البرية في مواقع ساحلية قديمة من بينها مدينة نيابوليس ».
وتابع حديثه قائلا :  » ليس بالإمكان الجزم بأن الزلازل تعد السبب المباشر لحدوث هذه الظاهرة لأن إثبات هذه الفرضية يحتاج إلى حجج علمية دامغة ترتكز على دراسة الطبقات الجيولوجية وترسب الطمي، وفق منهجية بحث يشارك فيها علماء في الجيولوجيا والجيومورفولوجيا الساحلية والكيمياء وغيرهم « ، وفق تقديره.
وشدد على ضرورة تقديم المعطيات والنتائج ضمن نشرية علمية لتوضيح المنهجية المعتمدة وحيثيات الجانب التطبيقي لتأكيد الصبغة العلمية للبحث في الوسط الأكاديمي.
ومن جهته، ذكر رئيس الحفرية التونسية الإيطالية المشتركة، منير فنطر لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن فريقا من الباحثين المخصين في التنقيب عن الآثار تحت المائية، عثروا على جزء يمتد على مساحة 20 هكتارا من مدينة نيابوليس مغمور بالمياه، ، مرجحا حدوث زلزال قوي خلال المنتصف الثاني من القرن الرابع ميلادي، أدى إلى انزلاق جزء من هذه المدينة على غرار ما حصل في مدينتي كريت اليونانية والإسكندرية المصرية.
وقال فنطر إن المعطيات الأثرية تتفق مع « معطى تاريخي متأكد » حسب رأيه، جاء في نصوص المؤرخ أميان مارسلان الذي تحدث عن زلزال قوي ضرب الحوض الغربي للمتوسط وامتد إلى حوضه الشرقي في 21 جويلية 365 م.
وأبرز أن نتائج هذه الاستكشافات التي انطلقت منذ سنة 2010 وساهمت عوامل مناخية ملائمة خلال شهري جويلية وأوت الفارطين في التمكن من رؤيتها وتصويرها، ستقدم في حصص علمية في أكاديمية لينشاي بروما (إيطاليا ) خلال شهر جانفي 2018.
وبين أن النتائج المتحصل عليها، تعد ثمرة 7 سنوات من العمل المستمر لفريق مشترك من الباحثين التونسيين الإيطاليين، وذلك في إطار مشروع شراكة علمية بين المعهد الوطني للتراث وجامعة ساساري بسردينيا.
وأردف أن الفريق المدعم بتجهيزات عصرية متطورة ومتكون من أخصائيين في البحث الأثري تحت المائي وغواصين محترفين، على غرار وفاء بن سليمان سيواصل القيام بأبحاثه العلمية متى سنحت العوامل المناخية بذلك.

وات  ( آمال إدريس )

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو