انطلقت يوم  الجمعة 25 اوت بساحة السوق وسط مدينة الفوار من ولاية قبلي، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الصابرية للتراث والبيئة الذي عاد للانتظام بعد سبع سنوات من الانقطاع تواصلت منذ سنة 2010 وفق ما أكده مدير هذه التظاهرة محمد بن عبد الله لمراسل وات.

وأضاف مدير المهرجان أن هذه الدورة التي تقام على امتداد ثلاثة أيام، تكرّم روح شهيد المنطقة وابن المؤسسة العسكرية مسعود بوراوي، ستكون متميزة نظرا لكونها ستمثل الخطوة الأولى في تثبيت هذا الحدث الثقافي الذي ستحتضنه الجهة سنويا قصد إحياء العادات والتقاليد من جهة والدفع نحو العمل التطوعي في المجال البيئي من جهة ثانية.

وفي ما يتعلق ببرنامج هذه الدورة، بيّن محمد بن عبد الله أنّ البرمجة تتضمن عروضا ملحمية ذكر منها « صرخة شهيد » وهو عرض من إخراج عبد الله موس سيتم تقديمه في حفل الاختتام تكريما للمؤسسة العسكرية في شخص شهيد المنطقة مسعود بوراوي الذي طالته يد الغدر الارهابي في شهر رمضان من سنة 2015 بجبل الشعاني. ويصوّر هذا العمل الذي ألفه الشاعر محمد بن مبروك، مسيرة حياة شاب من أبناء الجهة صارع صعوبات الحياة وتكبد مشقاتها في الحل والترحال منذ الصغر واجتهاده من أجل الدراسة والتعلم وصولا إلى تطوعه بالمؤسسة العسكرية للذود عن الوطن، ليستشهد في عملية إرهابية جبانة ويتم نقل جثمانه ليدفن في مسقط رأسه وسط الزغاريد والأهازيج التي تعبر عن الفخر بابن المنطقة الذي لم يبخل بروحه على هذا الوطن العزيز.

أما عن باقي فقرات برنامج هذه الدورة، فقد انطلقت اليوم بعرض فلكلوري أمنته مجموعة من الفرق الشعبية والصوفية بساحة السوق وسط مدينة الفوار، ثم افتتاح قرية تراثية تحتوي على مجموعة من الأدوات والمسلتزمات التي كان يستعملها الآباء والأجداد في حلهم وترحالهم فضلا عن تصويرها لبعض العادات والتقاليد بالجهة.

وسيكون الموعد عشية اليوم مع مسابقة في تحضير أفضل « خبزة ملة » ليسهر رواد هذا المهرجان مساءا مع عرض بعنوان سهرة « الصابرية » وهو عمل يجمع بين الشعر والمسرح والموسيقى والرقص يؤمنها عدد من شباب الجهة.

ويتواصل برنامج هذه الدورة في اليوم الثاني من خلال تنظيم ندوة فكرية حول البيئة يليها تحضير أكبر خبزة ملة في العالم بقُطرٍ يصل ستة أمتار، ثم سيتم فسح المجال لعرض النوبة للمنشد الديني حمادي كمون. وسيكون اللقاء في سهرة اليوم الثاني مع الأديبين محمد بن قايد من بنقردان ومحمد بن زعيمة من ليبيا.

ويسدل الستار على الدورة الثالثة لمهرجان الصابرية للتراث والبيئة بتنظيم حملة تشجير بمدخل الفوار صباحا ثم عرض مسرحي للأطفال وتقديم العمل الملحمي صرخة شهيد بساحة السوق يليه سهرة فنية مع الفنانةزهرة لجنف.

وعن أهداف هذا المهرجان، أوضح محمد بن عبد الله أنه يرمي بالأساس إلى مزيد التعريف بالعادات والتقاليد التي تمثل زادا حضاريا هاما للجهة يجب المحافظة عليه وإبرازه للأجيال المتلاحقة لكي تدرك قيمة التضحيات والجهود التي بذلها الآباء والأجداد من أجل إعمار الصحراء والتعايش مع قساوة طبيعتها عبر استعمال أساليب بدائية ساعدتهم في تامين حاجياتهم اليومية وفي حلهم وترحالهم بحثا عن الكلأ والمرعى، بالإضافة إلى تنمية الحس التطوعي لدى الشباب وتحفيزهم على التعاون من أجل حماية البيئة والعناية بها ورعاية الشجرة التي تمثل درعا هاما يضمن استمرارية الوجود بهذه الربوع ويحميها من زحف الرمال والتصحر.