يحتضن المركز الثقافي الدولي بالحمامات من 18 إلى 30 مارس إقامة فنية محورها الموسيقى والغناء يشارك فيها 12 فنانا ناشئا من تونس والجزائر وتركيا وإيطاليا وإسبانيا في إطار برنامج « ميدينيا » الممول من برنامج  » أوروبا المبدعة » لدعم القطاع الثقافي في اوروبا وتونس.
« ميدينيا » الحمامات كما حاول التعريف بها المشرفون على هذا المشروع الثقافي في ندوة صحفية انتظمت يوم الثلاثاء بدار سيبستيان بالحمامات « هو دورة للابداع وحوار الثقافات وفرصة للفنانين الناشئين المشاركين للالتقاء وللتحاور بلغة الموسيقى و الغناء وليرفعوا التحدي بانجاز عمل ابداعي فني يجسم مبادئ الحوار الذي تلتقي فيه المعزوفة بالكلمة وتتمازج فيه الالات والمشارب لتنجز الحانا ومعزوفات مشتركة تجسم الحوار الفني والحضاري في اسمى معانيه ».
الفنانون الناشئون المشاركون في المشروع ستتاح لهم فرصة للحوار والابداع والتواصل بإدارة فنية من عازف الساكسوفون العالمي فابريزو كاسول وعازف الكمان التونسي زياد الزواري.
وأشار فابريزو كاسول في تصريح لـ/وات/ بالمناسبة ان الادارة الفنية للمشروع ستعمل على مرافقة المشاركين في نظم معزوفات والحان جديدة ومجددة وستحرص على تأطيرهم وتقريب أفكارهم واحلامهم و تعابيرهم من اجل الوصول الى انجاز عمل فني مشترك ومنسجم يترجم لقاءهم وحوارهم يتم عرضه في اختتام الاقامة الفنية يوم 29 مارس بالحمامات.
وأبرز أن هذه اللقاءات الفنية ستشكل منطلقا لحوار فني جديد خاصة وأن « ميدينيا » ستسافر الى تركيا ثم فرنسا وإيطاليا للمواصلة في تطوير أعمال فنية مبدعة تتجاوز حدود المكان لتصيغ تعابير جديدة لشبان مبدعين يخاطبون العالم بلغة الموسيقى والكلمة واللحن.
ولاحظ زياد الزواري من جهته أن الاقامة الفنية بالحمامات ستوفر فرصة طريفة لالتقاء العازفين والالات من الكمان الى الناي الى القصبة الى القيثار والتي تبدو بعيدة المشارب والانغام بينما يبقى إبداع الفنان وقدرته على الانسجام حبل وصل بينها ومجالا واسعا للالتقاء في اشكال  » نحن ننتظرها بشغف كبير عساها تترجم انسجاما فنيا يتجاوز حدود الزمان والمكان ويقرب المسافات ويوحد اللغات ».
« ميدينا » الحمامات هو اول مشروع ثقافي تختاره  » اوروبا المبدعة »( برنامج دعم القطاع الثقافي في اوروبا وتونس) مع شريك تونسي خاصة وان تونس هي البلد العربي والافريقي الوحيد العضو في هذا البرنامج.
وتتكفل بدعم هذا المشروع ثلاثة أطراف رئيسية هي  » ميدينيا » وهي الشبكة المتوسطية للفنانين الناشئين التي أسسها مهرجان « اكس اون بروفانس » والمركز الثقافي الدولي بالحمامات و »اني موزيكالو دي نيورو » بايطاليا.
وأبرزت خلود صولة منسقة العمليات بمكتب « اوروبا المبدعة » بتونس من جهتها ان ميدينيا الحمامات هو مشروع ثقافي هام خاصة وانه يشكل الية لتجسيم اهداف برنامج اوروبا المبدعة، مشيرة إلى عمله على المساهمة في تعزيز التراث الموسيقي المتوسطي من خلال الابداع الموسيقي المشترك الذي يترجم التنوع الثقافي ويبرز امكانيات استثمار التنوع في ابداع جديد ومعاصر اساسه الحوار الثقافي ولغته الفن بكل تجلياته.
وأشارت الى ان هذا المشروع الثقافي هو كذلك فرصة لاطلاع الفاعلين الثقافيين من القطاع العام او من القطاع الخواص او من الجمعيات في تونس على الفرص التي يتيحها لهم برنامج اوروبا المبدعة لانجاز مشاريع ثقافية مشتركة ومجددة من الموسيقى الى العزف الى فنون الركح الى الهندسة او الرقص او العاب الفيديو او السمع البصري وغيرها من المجالات الفنية.