البث الحي

الاخبار : الاخبار

elteatro555

فضاء التياترو يقدم سرحية « أخطى راسي » لنوفل عزارة

استشراء الفساد في تونس وما يمكن أن ينجر عنه من أخطار على الوضع العام بالبلاد، لا سيما الوضع الأمني، كان منطلقا للمخرج المسرحي نوفل عزارة لإعداد عمل جديد حمل عنوان « أخطى راسي » وهو من إنتاج فضاء التياترو بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وسفارة سويسرا بتونس.
وتم تقديم العرض الأول لهذا العمل، مساء الأربعاء بفضاء التياترو بالعاصمة، وقد اقتبس المخرج النص عن « السيد ومشعل الحرائق » للكاتب السويسري « ماكس فريش ». وأدى الأدوار في مسرحية « أخطى راسي » كل من عبد الكريم البناني وهالة عياد ولبنى ماشيشي ومحمد علي منصوري ووسام حمدي وفاطمة صفر.
دام العرض 60 دقيقة على ركح خال من الديكور، لكن المخرج استطاع أن يملأ الفراغ بالاعتماد على لعب الممثل وتقنيات الإضاءة. وقد قدم قراءة « تراجيدية » للواقع التونسي، وفق ما أبرزته أحداث المسرحية، التي ارتكزت على أسلوب « الكوميديا السوداء »، وهي هزل وسخرية في ظاهرها وفي باطنها ألم ومأساة.
ويعود اختيار تقنية « الكوميديا السوداء » في هذا العمل، إلى « الحال التي يبدو عليها المواطن التونسي اليوم، إذ تتداخل فيها مختلف الأحاسيس والمشاعر بين الحزن والفرح »، وفق تعبير المخرج.
شبّه نوفل عزارة ظاهرة « الفساد » بـ « النار » التي أتى لهيبها في المسرحية على كامل المدينة فحولها إلى ركام. كما شبّه بارونات الفساد بمشعلي النيران. وقد حذّر من أن النار التي تمّ إشعالها قد تطال بيوتهم يوما ما، بمعنى أن يصبحوا بدورهم ضحايا للفساد الذي ينتهجونه عاجلا أم آجلا.
صوّر المخرج الشخصية « الفاسدة » في المسرحية، وهي شخصية « سي حيدر »، بأسلوب كاريكاتوري ساخر، فجعلها جشعة، حمقاء وجبانة، دخل إلى بيتها مجهول وأُجبرت على استضافته وإطعامه، فالتملّق إليه رغم أنه سيّد البيت ينهى ويأمر. لكن في النهاية باءت كل محاولاته بالفشل ولم يستطع إنقاذ مسكنه من النار التي التهمت كل أجزائه، والنتيجة أنه تسبب في إشعال بيته بنفسه بما أن عود الثقاب الذي استعمله المجهول في إشعال النار، يعود إلى « سي حيدر ».
تغلّب الشخصية الرئيسية في المسرحية، مصلحتها الشخصية على المصلحة العامة، فبدل التبليغ عن مشعلي الحرائق، نجدها قد خيّرت الصمت عساها تنجو من الحرائق. لكنها آلت في النهاية إلى المصير نفسه. ويحذّر المخرج هنا من تغليب المصالح الذاتية على المصالح المشتركة، ويشدّد على أن استشراء الفساد في البلاد لن يشمل فئة أو طبقة دون أخرى، وإنما سيهدّد البلاد بأكملها بما فيها رؤوس الفساد.
تنتهي المسرحية باختراق النيران للمنزل، ولكن المخرج يُبقي على الأمل في غد أفضل لهذا الوطن قائما، من خلال إعادة إعمار ما خلفته النيران وما يحمل المشهد الأخير من دلالة على أن الوطن باق والفساد زائل لا محالة.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو