البث الحي

الاخبار : الاخبار

IPSI-640x411

عرض شريطي « حارس الحصن » و « بنقردان ملحمة مارس » بمعهد الصحافة و علوم الاخبار خلال يوم دراسي

أي وعي بمعايير السلامة الجسدية والمهنية للمراسل الميداني في خضم عشوائية الاحداث العسكرية وفجائيتها وما يرافقها من خطر؟ كيف يمكن للصحفي ان يكبح جماح حب المغامرة امام دائرة الصراع والخطر المحدق وهل يعي انه لا توجد قصة او موضوع اخباري قد يساوي حياته؟

اسئلة واستفسارات عديدة تطارحها طلبة معهد الصحافة وعلوم الاخبار مع اساتذتهم ومؤطريهم وصاحبي الشريطين الوثائقيين « حارس الحصن » للمصور الصحفي « فتحي الناصري  » وصاحب الفكرة مراسل قناة الجزيرة رضا التمتام و »ملحمة مارس » لمراسل قناة الميادين بلال بن مبروك وذلك خلال اشغال اليوم الدراسي حول » المراسلة الميدانية العسكرية » الذي نظمه معهد الصحافة وعلوم الاخبار عشية اليوم الاربعاء احتفاء بالذكرى الثانية لملحمة بنقردان .

وتم خلال اللقاء الذي افتتحته مديرة معهد الصحافة حميدة البور، عرض الشريطين الوثائقيين بحضور كامل فريق الاعداد والتصوير ليستحضر الحاضرون مشاهد دفنها زخم الاحداث الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس…مشاهد العملية الامنية يرافقها صوت رصاص الامنيين صوب الارهابيين في مخابئهم وزغاريد النساء وصياح الصادحين بالشعارات الوطنية.

وأشفع العرضين نقاش مطول حول التحديات المهنية والاخلاقية التي تلاحق التغطية الميدانية العسكرية إذ استعرض المصور الصحفي الهاوي ومراسل قناة الجزيرة وعدد من الوسائل الاعلامية الاجنبية فتحي الناصري ظروف تصوير العمل الصحفي في احداث بنقردان وما رافقها من صعوبات ميدانية تطلبت الحذر الشديد. قال لـ »وات » انه هبّ لتغطية الحدث دون وعي بخطورتها « متسلحا بمشاعر المواطن ابن الجهة الجندي الاعزل وبوسيلة تصوير متواضعة ودون اية وسائل أمان من خوذة او صدرية واقية من الرصاص ».

وذكر أنه نجا باعجوبة من رصاص اخطرارهابيي العملية مفتاح مانيطة وخلع كتفه واصيبت قدمه واغمي عليه وانه حين ذهب للعلاج بالمستشفى وراى جثث المواطنين العزل والارهابيين امامه غادر فورا وعاد الى ساحة المعركة ليواصل عمله بعزيمة اقوى انتفت فيها مشاعر الخوف من الرصاص والموت وغاب فيها اي وعي بمعايير السلامة .

كما اعتبر صاحب شريط  » ملحمة مارس » بلال بن مبروك ان السلامة المهنية والجسدية هي امر شخصي بامتياز في وسائل الاعلام الوطنية على عكس وسائل الاعلام الاجنبية التي توفر كافة المستلزمات والتجهيزات المتلعقة بحماية الصحافي، وحتى على مستوى التنسيق لضمان حمايته ومرافقت،ه مؤكدا انه خاض تجربة تصوير احداث بنقردان مع فريق عمل درس بحرفية ومنهجية علمية للقيام بتغطية الحدث دون تعريضه للخطر خاصة في ظل التعامل الحذر من جميع الاطراف مع مراسلي القنوات الاعربية والاجنبية.

وتحدث صاحبا الشريطين عن ظروف التصوير ومواكبة العملية الامنية الناجحة والصعوبات التي واجهت عملهما وما تطلبته من يقظة تامة وتعامل فطن وحذر مع المستجدات مع مراعاة العملية دون تاثير على التدخلات الامنية الدقيقة، مبرزين الدور الكبير لمواطني الجهة في رفع معنويات الامنيين ومتابعة المواجهات لحظة بلحظة دون خوف او تردد ومساهمتهم في خوض حرب نفسية ضد الإرهابيين كما اضطلعوا بدور في تزويد مراسلي وسائل الاعلام بالمعطيات خاصة في بداية العملية التي سيطر فيها الارهابيون على مداخل المدينة.

ومن جانبه اوضح الاستاذ امين بن مسعود الذي قدم مداخلة علمية حول » اساسيات العمل الصحفي في بيئة غير امنة  » ان تجربة احداث بنقردان كانت امتحانا للمراسلين والاعلاميين الميدانيين ليقدموا افضل ما لديهم وغالبيتهم لم يغطوا نزاعات حربية ولم يعرفوها ولم يختبروا اخلاقيات التغطية الصحفية العسكرية ولا مقتضياتها ولم يتلقوا تكوينا في السلامة المهنية في البيئات غير الامنة.
واضاف ان الكثيرين منهم ذهبوا الى بنقردان بدفع من مديري المؤسسات الاعلامية دون توفير الحد

الادنى من السلامة الجسدية ودون استقراء ولو نسبي لجغرافيات الاشتباك ولا معرفة لمهارات التغطية الصحفية اثناء تبادل اطلاق النار.
وبين ان الصحافيين عادوا سالمين وعلى لسانهم « ربي سترنا » وكانوا محملين بقصص صحفية متميزة واشرطة وثائقية لكن تجربتهم عكست وفي العمق حاجة القطاع في تونس الى تدريب وتكوين في السلامة المهنية والجسدية والى استجلاب المهارات الكافية الصحفية في البيئات غير الامنة ومناطق النزاع ولمعرفة كيفية التعامل مع الالغام والتفجرات والاسعافات الاولية عند الاختناق او الاصابة.

وقال ان المراسلة الصحفية العسكرية هي في العمق والممارسة والتطبيق تعلم المراسل كيفية المشي بين الالغام إذ أن كل هفوة او غفوة قد تاتي بحياته وتحوله « من ناقل للخبر الى موضوع الخبر ».

كما اعتبرت مديرة معهد الصحافة حميدة البور ان التغطية الاعلامية في مناطق النزاعات والصراعات المسلحة تضع الصحافي امام تحديات مهنية وامنية كبيرة، تتعلق بعضها بصعوبة الحصول على المعلومة وافتقاره لوسائل حماية نفسه وتامين تجهيزاته .

واضافت ان احداث بن قردان كانت مختبرا لعدد من المراسلين وخاصة من خريجي معهد الصحافة لاثبات قدراتهم وحرفيتهم ومهنيتهم، مؤكدة انخراط المعهد واساتذته في مجهود التكوين والتدريب على معايير السلامة المهنية والجسدية والتقنية والتحريرية وعلى القواعد المهنية للتغطية العسكرية .

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو