على شاطئ سيدي سالم ببنزرت تابع المصطافون والمتساكنون من بنزرت والمدن المجاورة مساء الثلاثاء عرضا في الهواء الطلق للفيلم الفلسطيني « واجب » للمخرجة آن ماري جاسر.

عرض هذا الفيلم الذي تابعه على شاشة عملاقة أكثر من مائة متفرج من شبان وكهول واطفال مرفوقين بأوليائهم، يندرج ضمن العروض المبرمجة في الهواء الطلق في إطار فعاليات الدورة الثانية لمهرجان البحر الأبيض المتوسط « منارات » التي انطلقت يوم الاثنين 1 جويلية وتتواصل إلى غاية يوم 7 من الشهر نفسه.

واستمتع الحاضرون بجودة الصوت وبقصة هذا الفيلم الذي يروي في 96 دقيقة حكاية رجل يدعى أبو شادي مطلق ويشتغل أستاذا في الناصرة (الممثل محمد بكري) يعود ابنه شادي الذي يقيم في روما (صالح بكري) ليقوما معا بالاستعدادات اللازمة لحفل زفاف ابنته آمال (مريا زريق) في ظل غياب الأم التي هاجرت الى امريكا وتزوجت من شخص آخر هو بصدد الاحتضار مما يهدد إتمام حفل الزواج.
ومع عديد المواقف الطريفة التي تجمع الولد بأبيه في تنقلهم من مكان الى آخر لتوزيع دعوات حفل الزواج، تمرر المخرجة والكاتبة الفلسطينية آن ماري جاسر عبر هذا العمل المندرج ضمن أفلام الطريق، وعبر الكوميديا السوداء، مجموعة من الرسائل منها بالخصوص أن الفلسطينيين المقيمين خارج الأراضي الفلسطينية ليسوا أكثر وطنية من المقيمين داخلها ومنهم بالخصوص عرب 48 كما تكشف للمتفرج تعقيدات الحياة في الجزء المحتل من فلسطين من خلال حياة هذه العائلة في الناصرة.
عرض البارحة كان ناجحا ونال إعجاب كل المتابعين له الذين استمتعوا بأجواء مشاهده الفيلم على الشاطئ مع نسمات البحر، ولم يرتبكوا أو يغيروا حتى جلستهم، بل تابع الكثير منهم وهم مستلقون على الرمال خبر قضاء الوحدات الأمنية في الآن ذاته على الإرهابي الفار « أيمن السميري » بعد محاصرته بحي الانطلاقة بالعاصمة، مرتاحين لخبر عدم تسجيل أية خسائر بشرية، ومؤكدين مرة أخرى أن متابعة التونسيين لحياتهم بشكل عادي ومواصلة السهر ومشاهدة العروض الثقافية هو شكل من أشكال التحدي بل هو « نشيد للحياة ».

وات