صدر عن وزارة الشؤون الثقافية العدد 304 من مجلة الحياة الثقافية والذي خصص ملفه الرئيسي لتغطية اعمال الندوة الوطنية « الرواية التونسية والفنون » التي انتظمت بالشراكة بين مخبر السرديات والدراسات البنية لكلية الاداب بمنوبة والرابطة العربية للفنون والإبداع واحتفت اساسا بتجربة الأديب التونسي أبوبكر العيادي.
وجاءت جل المداخلات فى شكل شهادات ومقالات ودراسات سلطت الضوء على جزء من المسيرة الحافلة لابو بكر العيادي حيث جاء مستهل الندوة بورقة علمية تحت عنوان « الرواية وعناكب الفن » كتبها كل من د.نورالدين أحمد بن خود والناقد البشير الجلجلي، كما قدم الأديب أبوبكر العيادي شهادته فى مداخلة تحت عنوان « الرواية كفن جامع ». كما قدم محمد الجابلي مداخلة « صيد الفراشات والتوق إلى الحرية:شهادة الغائب » وتحدث أحمد القاسمي على « صلة رواية-الرجل الذي نهشته الكلاب- بالفنون ». رابع الشهادات قدمتها رفيعة بوذينة تحت عنوان »الرواية والفنون: تبادل أدوار ».
وقدمت الندوة كدلك جملة من الدراسات والقراءات حيث تناول محمد القاضي « مرسم الرواية: رواية « آخر الرعية » لأبوبكر العيادي أنموذجا. وكتب نورالدين أحمد بن خود عن « الاستعارة السينمائية في رواية أبي بكر العيادي -زمن الدنوس- ». كما كتب مصطفى بوقطف « بودربالة: من تعاقب الأحداث إلى تجاور الصور المكتوبة ». وتناول فتحي بن معمّر جدل الامبريالية بين الرواية والفن ورضا بن صالح « في تعاضد التشكيلي والروائي- العنكبوت لا يحرس الأنبياء دائما- أنموذجا ». وتناول أحمد القاسمي بدوره موضوع « المنظور في حديث البعث الأول خبرا وعيانا ». وعمر السعيدي اشكالية « الرواية وتراسل الفنون ». واختتمت اشغال الندوة بمداخلة لسمير بن علي المسعودي تحت عنوان « التشكيل اللوني في حروف الرمل لمحمد آيت ميهوب ».
إلى جانب اهتمامها بأشغال الندوة، حافظت المجلة على أبوابها القارة.ففى باب الدراسات والمقالات كتب مصطفى الكيلاني عن موضوع « إمكان الفلسفة بالدين:ابن رشد اليوم أفقا حداثيا » ومحمد الهادي بوقرة عن « تعدد الأصوات وإيقاع السرد وشعرية الأسلوب في زمن المواسم اليومية للكاتب محمد ممو ».
وفى ذات السياق بحث محمد الدلال فى موضوع البنية الملغزة والغريبة في رواية « الغوييم » لإلهام بوصفارة. كما كتب عبد القادر عليمي عن « شعرية الغياب في ديوان -والحياة لم تضع مساحيقها بعد- لآمال موسى. وتعرضت زهرة سعدلاوي الى موضوع « هواوي للطفي الشابي: من السيرة الغيرية إلى الجمالية الروائية ». وصالح محمد السويسي الى مسالة « أجنحة الشعر تحلّق بأبي القاسم الشابي في سماءات إسبانيا وأمريكا اللاتينية ».
وفى هذا العدد تقدم فوزية الصفار الزاوق « قراءة تفاعلية تداولية في كتاب-الخطاب الأدبي والمتلقي- لفتحي أولاد بوهدة وعبد الستار الجامعي ». ويبحث محمد الزيدي فى « جماليات الخلق الشعري في نصوص هدى كريد » ويقدم مصطفى الشيخ الزوالي قراءة نقدية في دراسة لعادل بن يوسف تحمل عنوان »المثقفون والسلطة زمن حكم بن علي:الجامعيون نموذجا ».
وتضمن هذا العدد ايضا شهادة للشاعر سوف عبيد بعنوان « أسئلة الكتابة أو وداع الألفية الثانية ».
وفي باب النصوص القصصية قصة « مستعمرة النمل » لناجي الخشناوي. و »الجار » لمحمد الفطومي.
اما فى قسم مكتبة الحياة الثقافية فيهتم شكري الباصومي بتقديم مجموعة من الكتب على غرار « أخبار التونسيين » للطفي عيسى: سردية الانتماء في « مفتاح التاريخ » ومراجعات حول شخصية التونسيين، و »آخر الرعية » لأبو بكر العيادي: سكر السلطة ألذّ من أيّ سكر، و »سوق البركة ويهود تونس » للويس فرانك: شهادات فرنسي كان الطبيب الخاص لحمودة باشا عن معاناة الزنوج، وأحوال اليهود في تونس.