مثلت ظاهرة العنف بالفضاءات التربوية قاسما مشتركا بين مختلف الأفلام القصيرة التي قدمها تلاميذ ولاية المهدية، الجمعة، في الدورة الثانية من الملتقى الجهوي للسينما والصورة بالوسط المدرسي.
وصور المشاركون، تلاميذ الإعدادي والثانوي، في أفلام قصيرة تتراوح بين 5 و15 دقيقة واقعهم وبرؤية الناقد المتمرس، ظاهرة « باتت تتفشى بمؤسساتهم التربوية »، وفق تعبير حمزة ياسين، تلميذ الإعدادي الذي يبلغ عمره 15 سنة.

« هي المشاركة الأولى لي في هذه التظاهرة…وأحسست من خلالها أنني قادر على التعبير على شيء أرفضه لأنه يؤثر سلبا على حياتنا المدرسية والنفسية والعائلية، وذلك من خلال الصورة الرقمية ».

وتناولت نور، تلميذة الإعدادي، بدورها، نفس الموضوع بهدف « تحسيس المربين والساهرين على المؤسسات التربوية بخطورة ظاهرة العنف المدرسي وضرورة توفير المناخ الإجتماعي والنفسي والتربوي الملائم لحماية التلميذ وتنمية مواهبه ».

وتذهب نور، التي تشارك للمرة الثانية في هذه التظاهرة بعمل مشترك مع أصدقائها، إلى اعتبار أن الجميع مسؤول عن تفشي العنف في الوسط المدرسي، انطلاقا من المجتمع والجمعيات والمنظمات، وصولا إلى المدرسين ».

وأوضحت المديرة المساعدة للحياة المدرسية وشؤون التلاميذ بالمندوبية الجهوية للتربية بالمهدية، منية الإمام، أن الدورة الثانية شهدت مشاركة 12 نادي سينما من مختلف معتمديات الولاية، وذلك من بين 62 ناديا.

وبينت الإمام أن التظاهرة « تشجع التلميذ على تنمية مواهبه وتبادل الأفكار مع غيره من التلاميذ، وتمكنه من فضاء يستطيع من خلاله نقل رؤيته عن واقعه في صورة إبداعية من إنتاجه ».

واعتبرت أن الملتقى الجهوي للسينما والصورة بالوسط المدرسي، الذي تنظمه مندوبيتا التربية والثقافة بالتعاون مع جمعية قدماء معهد الطاهر صفر وجمعية براعم بالجم إلى جانب جمعية حصاد شربان ونوادي التربية على المواطنة وراديو الساف، تحضيرا للملتقى الوطني الذي سيلتئم في الأسبوع الثاني من شهر جانفي 2017 وتوزعت الأعمال المشاركة بين الأفلام الروائية والوثائقية، فيما تسند لجنة التحكيم 4 جوائز للأعمال الفائزة بحساب جائزتين للمرحلة الإعدادية، ومثلهما للمرحلة الثانوية، علاوة على شهائد تتعلق بأفضل سيناريو، وأفضل إخراج، وأفضل أداء.