البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

79163507_589090231841862_4125887846739345408_n

تقديم كتاب  » بحث في سوسيولجويا الصلاة » لمارسيل موس ترجمة وتقديم محمد الحاج سالم

في إطار لقاءات وحدة البحث « الظاهرة الدينية في تونس » بجامعة منوبة انتظم بتاريخ 07 ديمسبر 2019 بقاعة أحمد إبراهيم بالجامعة، لقاء علمي أشرف عليه رئيس الوحدة الدكتور محمد بن الطيب وشارك فيه أعضاء الوحدة وأساتذة وطلبة من مختلف التخصصات،أين قدّم الدكتور محمد الحاج سالم عضو الوحدة والباحث في الحضارة والإنسانيات أحد أعماله في الترجمة ضمن مشروعه في ترجمة الأعمال الأساسيّة للأنتروبولوجي الفرنسي وعالم الإجتماع الديني  » مارسيل موس » وهو كتاب الصلاة  » بحث في سوسيولوجيا الصلاة » ضمن إصدارات دار الكتاب الجديد المتحدة في بيروت سنة 2017.

ولم يخف الدكتور محمد الحاج سالم في في تقديمه لورقته العلمية التي استعرضها على الباحثين تأخّر حركة الترجمة في البلاد العربيّة لأعمال أساسيّة في حجم ما كتبه الأنتوبولويجي الفرنسي مارسيل موس وهو ما عمل على تلافيه في مشروعه المتعلّق بترجمة هذه الأعمال بعد قرن من تأليفها وتقديمها للقارئ العربي والباحثين المهتمين بالدراسات الاجتماعية والدينية والانتروبولوجيّة وما تتضمّنه من مناهج تحليل وأدوات استقراء لجملة من المفاهيم والطقوس والممارسات التي تحتاج إلى الاستفادة منها والاطلاع عليها . وفي تقديمه لكتاب الصلاة بحث في سوسيولويجا الصلاة ذكر الدكتور محمد الحاج سالم أنّ كتاب مارسيل موس يفتح لنا أفق البحث في المضامين الاجتماعية والرمزيّة للصلاة وما يتعلّق بتطورها وأشكالها وطقوسها وكيف يمكن أن نلامس في هذه المواضيع مسألة الصلاة في محيطها العربي والإسلامي لطرح عديد الأسئلة التي لم يتمّ الاجابة عنها من خارج أطرها الفقهية للاجابة حول ماهية الصلاة وتطورها وأشكالها كغيرها من المباحث الدينية الطقوسيّة الأخرى كالقربان والهبة وهما كتابان قيد الطبع لمارسيل موس في ترجمتهما العربيّة للمترجم محمد الحاج سالم ضمن مشروعه.

وحول ماهيّة الصلاة في عمل مارسيل موس اعتبر المترجم أنّ منطلق الانتروبولويجي الفرنسي كان العودة بالسؤال إلى كيفيّة تشكلّ الصلاة للتمكن من فهمها وتعريفها وهو ما قاد إلى سؤال آخر أساسي وهو البحث في أقدم الأديان لمعرفة أقدم انواع الصلاة، ونظرا لتأثرّ مارسيل موس بدوركايم الذي كان خاله فقد رجع بتاريخ نشأة الدين إلى أستراليا للاطلاع على أقدم أنواع الصلاة التي كانت طقسا شفاهيا في نشأتها الجنينية حسب مارسيل موس لتواصل مسيرة الصلاة من ناحية الشكل والمضمون والطقوس في التطوّر التصاعدي مع بعض التراجعات من دين إلى آخر. ثمّ تحوّلت الصلاة إلى صلوات محض روحانيّة جماعية فهي ليست أقوالا فحسب بل كذلك حركات جسديّة وإيماءات ليستقر تعريف موس للصلاة بانها تكامل أبعاد مختلفة العقائدي والشعائري والجسدي والجمالي رغم انها في المقام الأوّل فعل تقييدي موجّه وينطوي على جهد بدني وتكرار قولي وحركي للتواصل مع القوى الغيبيّة،

ومن هنا يعتبر مارسيل موس أن الصلاة اكتسبت قيمتها الدينية باعتبارها ركيزة أساسيّة للدين نفسه، ثمّ اتخذت أشكالا مختلفة، فالدعاء شكل من أشكال الصلاة كما أنها تختلف من فرديّة إلى جماعيّة وحتّى وإن كانت فرديّة فقد اكتسب روح الجماعة لدورها في تعزيز الروابط الإجتماعيّة . وبيّن محمد الحاج سالم أنّ أهميّة كتابات مارسيل موس وإنّ لم تتوجّه بالبحث في الإسلاميات فإنها بمكن أن تكون قادحا للباحثين العرب والمسلمين لطرح أسئلة عميقة حول تاريخية الطقوس الدينية الإسلامية نشأتها وتطورّها ودلالاتها فالصلاة مثلا في جوهراها طقس ديني يستخدم فيه الإنسان أعضاء جسمه بطرق متعددة ثمّ يستخدم صيغا كلاميّة ويعمل على تكرارها يدخل الإنسان في طقس روحي مرتبط بالركوع والسجود والقبلة وهي رمزيات لم تدرس بالقدر الكافي من خارج الأطر الفقهيّة .

وقد تخلل الجلسة العلميّة نقاش مستفيض بين المترجم والباحثين تمحورت أساسا حول دول الأنتروبولوجيا في استقراء ودراسة الظواهر الدينية وكيفية العمل بالمناهج ذاتها في دراسة الديانات الوضعية والديانات السماويّة، فضلا عن جهود المسلمين في فهم الصلاة وتأويلها وإمكانية ان يكون ذلك مشروعا للبحث لم يلق القدر الكافي من الدرس والاهتمام في الساحة البحثيّة التونسية والعربيّة بشكل عام .

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو