مقام لغة الضاد في الفنون التشكيلية ودورها في التعريف بالثقافة العربية هي أهم ما ارتكزت عليه مداخلات مجموعة من الباحثين ومختصين في فن الخط العربي في ندوة حملت عنوان الخط العربي نظرات سينمائية وجمالية انتظمت اليوم الاربعاء بقصر المعارض بالكرم ضمن فعاليات الدورة 32 لمعرض تونس الدولي للكتاب 25 مارس الى 3 أفريل 2016 وافتتحت أشغال الندوة بمعرض للفن التشكيلي للفنان الفرنسي جاك لومبار وتضمن المعرض 8 لوحات استخدمت الحروف العربية لتشكيل خطوطها وانحناءاتها وزواياها وأوضح لومبار أن الخط العربي فن جميل ويتمتع بمرونة وطواعية تجعلانه قابلا للتداخل والتشابك والمد والاستدارة مبرزا أن اتقان اللغة العربية ليس شرطا لإتقان فنون رسم الخط العربي على حد تقديره ولاحظ أن الحروف العربية تستحوذ في رسمها على العناصر نفسها التي تتوفر في الفنون التشكيلية وهو ما يجعلها تتميز عن بقية الحروف اللاتينية أو الصينية مضيفا أن الخط العربي يمنح الفنان الحرية الكافية لتشكيل الحروف على خامات متنوعة كالخزف والخشب والزجاج والنسيج والمعادن وتحدث الاستاذ المحاضر بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس فاتح بن عامر في مداخلته عن انتشار الخط العربي مع الفتوحات الاسلامية التي ساهمت في تطوير فنون رسمه من الديواني الى الكوفي والقيرواني والأندلسي والنسخ والرقعة والفارسي مما أضفى عليه سحرا فنيا وجماليا نتيجة التلاقح الثقافي والحضارى واستعرض بن عامر مجموعة من الصور التي تبرز تنوع رسم الحروف التي اكتست طابعا روحيا ودينيا بالأساس كما يقول وذلك نتيجة اقتران اللغة العربية بالقران معتبرا أن الكتابة العربية شكلت لوحات فنية على حيطان المساجد وهي أيضا مكون من مكونات الفنون الاسلامية المتصلة بالسلوك اليومي للمسلمين في المساجد والمحلات التجارية والشوارع ولاحظ الخطاط التونسي عمر الجمني في مداخلة له بعنوان الخط العربي المعاصر بين التجديد والصناعة أن التكنولوجيا الرقمية أخضعت مواد الكتابة من نحاس وخشب وبلاستيك وغيرها الى التشكل والحفر والنحت بواسطة أشعة الليزر وبواسطة الات مطبعية مجسمة بتقنية ثلاثية الابعاد مشددا على دور الخطاط في تقديم عناصر الابداع والابتكار مع المحافظة على الموروث الحضارى بوصفه الاصل والهوية وفي السياق ذاته حذر الاستاذ بالمعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان محمد الفارس من تراجع الاهتمام بالخط العربي في ظل التطور التقني والتكنولوجي الذى اقتحم جميع المجالات دعيا في مداخلة له حول الخط العربي بين الواقع والرهانات الى ايلاءه حضوة أكثر في التكوين الاكاديمي لطلبة الفنون وخاصة فن النحت والخزف والفن المعمارى فضلا عن ادراجه في البرنامج الدراسي لتلامذة المرحلة الابتدائية والثانوية لما فيه من قيم جمالية وتعبيرية تكون مصدرا للإبداع في التربية التشكيلية وترد الاعتبار للغة العربية ومن جهتها قدمت الشاعرة الايرانية فاطمة الزهراء مداخلة مقتضبة حول جمالية الخط الفارسي الذى اعتنى به الفرس بعد اعتناقهم للإسلام وهو خط يجمع بين النسخ والرقاع والثلث ويمتاز بامتداد حروفه وليونتها ما يجعله طيعا وموغلا في الابداع والخيال.