انطلقت مساء الاثنين غرة أوت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان « ليالي أطفال الجبل » بسفح جبل سمامة بسبيطلة تحت أجنحة جبل سمامة بمنطقة مشرق الشمس بسبيطلة من ولاية القصرين،ووسط أجواء ريفية بامتيازوذلك بمشاركة ثلة من الفنانين والمسرحيين والرسامين، وعدد من الجمعيات الجهوية والمحلية ونوادي متنقلة للأطفال،وبمساهمة أطفال المنطقة وعائلاتهم.
وقد استهل اليوم الافتتاحي للمهرجان بكرنفال ريفي ضخم يحمل عنوان « محفل الجبل »، قادته مجموعة كبيرة من نسوة منطقة مشرق الشمس بالأهازيج والأغاني البدوية، وساهم في تأثيثه عدد من أطفال المنطقة الذين ركبوا عرباتهم أو ما يطلق عليها « الكريطة » وأحمرتهم، بعد أن زينوها وزركشوها بأغصان الإكليل والعرعار والصنوبر والشيح والحلفاء، كل حسب ذوقه وإخراجه.
وانطلق الكرنفال من أحد المسالك الريفية بالمنطقة وصولا إلى ساحة المهرجان التي خصصت لاحتضان كافة أنشطة وفعاليات هذه التظاهرة طيلة أيامها الثلاثة، بعد أن نصبت فيها الخيام، وأثثت بورشات حية في مجال طهي الخبز التقليدي والكسكسي، وزينت بالمفروشات والزرابي والتحف التقليدية النابعة من تراث الجهة المادي.
وحسب مدير المهرجان، ورئيس جمعية أحلام الطفولة بسبيطلة، محمد الهادي المحمودي، تأتي هذه التظاهرة مواصلة لتظاهرتي « أهازيج الجبال » و »بين الجبلين » المنتظمتين مؤخرا بالمنطقة، بهدف فكّ العزلة عن أطفال الأرياف والجبال، وخاصة المتاخمة للمناطق العسكرية المغلقة، مثل منطقة سمامة، وتقريب الأنشطة الثقافية والترفيهية من متساكنيها، وجعلهم شركاء وفاعلين في هذه التظاهرات، ولفت نظر المسؤولين والمعنيين في الدولة إلى أن أطفال الأرياف لهم الحق في الثقافةوالترفيه .. كغيرهم من أطفال المدن.
وأكد أن هيئة المهرجان تطمح إلى ترسيخ مثل هذه التظاهرات لتصبح دورية تنظم كل سنة بأحد جبال ولايات الجمهورية، حتى تكون لمسة وفاء ولفتة لأطفال أرياف وجبال تونس المحرومين، مشيرا إلى أنه تم، ولأول مرة بالجهة، إدخال دابة الحمير لتؤثث كرنفال المهرجان، نظرا لأهمية هذا الحيوان في حياة متساكني الأرياف،.. فهو وسيلة نقلهم الوحيدة، وفق قوله.
وأضاف أنه سيتم كذلك في إطار هذه التظاهرة، بعث فضاء ثقافي ترفيهي رمزي بمنطقة مشرق الشمس، يتمثل في تحويل ضيعة فلاحية، تطوع بها أحد متساكني المنطقة، إلى فضاء ترفيهي للطفل والعائلة بغية إحياء المنطقة وبعث الحياة فيها، وتمكين متساكنيها من الترفيه والترويح عن أنفسهم .
وسيتواصل المهرجان على مدى ثلاثة أيام انطلاقا من مساء الاثنين غرة أوت وسيساهم في تأثيث فقراته ثلة من الفنانين والمسرحيين، على غرار الممثل والمسرحي توفيق البحري، بعرض تنشيطي منوّع موجه للأطفال سيقدمه مساء الافتنتاح، والمسرحي عدنان الهلالي بعرض « تروبادور المشرق »، يوم الثلاثاء ّ، والفنانة التشكيلية يمينة المثلوثي التي ستنجز لوحة فنية ضخمة بمساهمة أطفال المنطقة حول موضوع « السلام والمواطنة والاختلاف »، فضلا عن عروض تنشيطية وفنية أخرى متنوعة.
وستختتم التظاهرة بتكريم أطفال منطقة مشرق الشمس عبر تمكينهم من رحلة مجانية لولاية سوسة لقضاء ثلاثة أيام، بالتعاون مع عدد من منظمات الطفولة بالجهة.
يشار إلى أن منظمي المهرجان وضيوفه والمشاركين فيه، سيقضون هذه الليلة في المنطقة تحت الخيام، وفي الهواء الطلق تحديا للإرهاب.
