انطلق يوم الأربعاء4  مارس نشاط « جامعة تونس للتعلّم مدى الحياة »، بندوة فكرية حول موضوع التعلّم مدى الحياة والجامعات المفتوحة وفلسفتها وأهدافها، قدّمها جامعيون تونسيون وحضرها شركاء هذه الجامعة العمومية الجديدة التي بدأت في إطار تجربة نموذجية.

وتتخذ هذه الجامعة ذات الصبغة العمومية المجانية، من بورصة الشغل بالعاصمة، مقرّا لها وتعمل من خلال تنظيم ثلاث حصص تكوينية وتعليمية أسبوعية في اللغات والثقافة العامة وندوة فكرية موسّعة شهرية، مفتوحة للعموم، بالإعتماد على أساتذة من قطاعي التربية والتعليم العالي العمومي المتعاقدين، حسب ما أفاد به رئيس جامعة تونس للتعلم مدى الحياة، محمد أحمد القابسي.

وتعدّ هذه التجربة الأولى من نوعها في تونس والثانية في العالم العربي بعد المغرب وهي تقيم علاقة شراكة وثيقة مع برنامج « التعليم للجميع مدى الحياة » وكنفدرالية تعليم الكبار في ألمانيا وتخضع لإشراف عدة وزارات تونسية أهمها وزارات الشؤون الإجتماعية والثقافة والتربية والتعليم العالي والإتحاد العام التونسي للشغل، وفق ما صرّح به مشاركون في افتتاح نشاط الجامعة.

وقال عميد كلية الآداب بمنوبة، عبد السلام العيساوي في مداخلة بالمناسبة أن « التعلم هام في حياة الإنسان وليس مرتبطا بفترة مُعيّنة من العمر مع ضرورة أن تكون هناك إفادة للمجتمع » وهو خيار اتّفق المحاضرون على أن تونس كانت رائدة فيه من خلال عدة برامج تربوية وتعليمية أصلية وأخرى تكميلية انطلقت منذ الإستقلال، منها ما اختصّت به المدارس والجامعات ومنها ما تكفلت به مؤسسات أخرى عمومية ومدنية، مثل برنامج محو الأمية وتعليم الكبار.

ومن جهته ذكر مدير ديوان وزير التربية، فتحي عامر أنّ هذه التجربة النموذجية تقوم على عديد الشراكات الداخلية ومع الخارج وهو يندرج ضمن توجهات منظمتي الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) ويهدف إلى دعم قدرات التونسي كمواطن ومنتج مواكب لمسار التنمية الإجتماعية في البلاد.

أما دكتور الفلسفة، حمادي جاء بالله، فاقترح خلال الندوة أن تمكّن الدورات الكوينية ل »جامعة تونس للتعلم مدى الحياة »، المستفيدي منها، من شهائد تعليمية تفتح المجال إلى الحصول على الترقيات المهنية وهو أمر يجدر بحثه مع سلطات الإشراف.