احتضن المركب الثقافي بالمنستير مساء السبت  فعاليات أربعينية الفقيد الشاعر امحمّد بن صالح (ولد بزرمدين يوم 7 مارس 1946 – وتوفي يوم 10 ديسمبر 2019) ، نظمها المجتمع المدني باشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبحضور عدّة وجوه ثقافية من عدّة جهات بالبلاد، وفق ما أفاد مدير المركب الثقافي بالمنستير فهد بنحمودة.
وكتب الشاعر امحمّد بن صالح 55 مؤلفا في الشعر أساسا وفي النقد والمسرح والترجمة والقصة ، وكان أوّل مؤلف له بعنوان « المواسم » وآخر كتاب له في ديسمبر 2019 وهو ديوان شعري بعنوان « أحبك » ، حسب زوجة الشاعر الفقيد الأديبة السورية احسان مارديني بن صالح التى تعتبر أن أسلوبه متفرد.
وقالت  » شعره ليس بالشعر التقليدي أو السطحي بل هو شعر شديد العمق وهو شعر مُرهقٌ بأتم معنى الكلمة »، مبرزة أنّ الشاعر « اشتغل طوال حياته على الانسان إذ كان مهموما بالإنسان وبالحرّية ».
كما عرف بن صالح بكتابته للسيناريو لمسلسلات في إذاعة المنستير على غرار « الجازية » و »الهوي قرطاج » و »ثوار1″ و »ثوار2″.
وعاشر الأستاذ الجامعي المختص في الدّراسات الشعرية أحمد الحيزم نشأة شعر امحمّد بن صالح ، إذ قل ما كتب شعرا ولم يقرأه له قبل نشره وهو يعتبر بن صالح « رجلا يتفاوض مع كلّ الناس ويفاوض كلّ الفنّون ويكتب الشعر وتلك قيمة هذا الشاعر ».
وشعر امحمّد بن صالح انتفاضة على وحدة الشاعر، وعلى تكلس لغة الشاعر وعلى كلّ المفاهيم التقليدية ووظيفة الشعر. وشعره وقفة رجل ينظر إلى الأمام ولا يلتفت إلى خلفه، حسب قوله.
وذهب الأستاذ المختص في الأدب العربي بالجامعة التونسية عمر الإمام الى أنّ الشاعر امحمّد بن صالح كان يجسم المثقف العضوي على الطريقة العربية الإسلامية فيما ألف من أشعار وقصص وخاصة في توجهه الإبداعي الذي يبحث فيه دائما عن البديل تحقيقا للتحرر.
وقد ربط بذلك بين التزامه بحقوق الانسان إذ كان مناضلا في هذا الإطار وإلتزامه أيضا بالدفاع عن الطبقة الشغيلة إذ كان نقابيا كبيرا علاوة على أنّه كان أوّل رئيس لفرع اتحاد الكتاب التونسيين بالمنستير.
وكان يربط بين توجهه النظري والحياة العملية وحرص على أن تكون منتجاته الإبداعية تجسيما للطموحات الشعبية من ذلك تأريخه لمدينة زرمدين بولاية المنستير في « مائة عام من القرية » ودفاعه عن العاملات في « أحوال عائشة » حيث تحدث عمّا كان أغلب الأدباء يسكتون عنه وهذا الجانب الإضافي هو الذي يجعل من مؤلفاته وثيقة تاريخية ومعبّرة عن توجهه النضالي في كلّ ما ألف من إبداع ، وفق عمر الإمام.