البث الحي

الاخبار : متفرقات

media_temp_1436953411

المسرحي نورالدين العاتي : لي من العمر 72 سنة ولا أريد الموت في بلد لا يحترمني

كتب المخرج المسرحي نورالدين العاتي و صاحب فضاء  » نجمة الشمال » مؤخرا  رسالة الى وزيرة الثقافة و المحافظة  على التراث نشرها على حسابه الخاص ،. وانتقد العاتي  في الرسالة وزيرة الثقافة لاهمالها وعدم مبالاتها بمسرح نجمة الشمال ومطالب اللقاء التي وجهها اليها. وجاء في الرسالة :
رسالة مفتوحة إلى حضرة وزيرة الثقافة ،  إدوارد غردون كريغ قال : « أحسن طريقة لتكريم مبدع هي إعطاؤه الإمكانيّات لإنجاز عمله الإبداعي » .
سنية مبارك تقول : أحسن طريقة لتكريم مبدع هي إهماله وآحتقاره وإهانته.
هذه هي الطريقة الدنيئة والسلبيّة والكريهة التي تعاملت بها وزيرتنا مع مسرحنا وما أنجزه من عمل وما قدّمه من مجهود جبّار طيلة السنوات الماضية. لسوء حظّ بلدنا وزيرتنا لا فرق لديها بين ثقافة الإبداع وبين الترفيه. في الواقع لا يفاجئني الأمر بعد دورتين كارثيّتين قضّتهما على رأس مهرجان قرطاج (الدولي) ببرمجة تجاريّة ضحلة من الكآبة بشيء ومن الحزن بشيء ومن الرّداءة بشيء تحمرّ لها وجنات الكلاب.
هذه البرمجة، وهذا الأسوأ، أنفق عليها من المال العام المخصّص لثقافة الإبداع والمساعدة على ولادة طاقات جديدة. هل تعلم حضرة الوزيرة ما معنى ثقافة الإبداع ولما تصلح ؟ أنا على استعداد تام، وبدون مقابل، أن أفسّر لها معناها، إن كان ذلك في لقاء خاص أوعام. ثقافة الإبداع هذه ضرورة تامّة لديمقراطيّة شابة كديمقراطيّتنا. وتطويرها على كافة المستويات لازم لحياة بلدنا. تونسنا تغرق شيئا فشيئا، يوما بعد يوم، إن لم نقل في كلّ لحظة في الرداءة على كافة المستويات وفي جميع الميادين. والأمل الوحيد حتى تبعث من جديد على أسس ثابتة هوتنمية ثقافة الإبداع هذه.
من حقّ الترفيه أن يوجد بل ويجب أن يوجد. لا شيء عندي ضدّ الترفيه. لكنّه من مسؤوليّة رجال الأعمال الفنيّة ومتعهّدي الحفلات الخاصة. هل سمعتم بفنّان منوّعات أووان مان شوحتّي أكثرهم شهرة يبرمج في مهرجان أفنيون (Avignon) بفرنسا أومهرجان بيروت (Bayreuth) بألمانيا؟
للأسف الشديد، ويحزنني قول هذا، الهاجس الوحيد لمديري، أو بالأحرى مبرمجي مهرجاناتنا تجاري بحت. أضف إلى ذلك أن هذه البرمجة يصرف عليها باليورو والدولار لجلب فنّاني منوّعات أجنبيّين. في حين أن تونس تشكومن نقص فادح في العملة الصعبة.
ثمّ ما هذه الأسعار الجنونيّة للبقاع، أسعار باهضة وخياليّة (تصل إلى المائة دينار للتذكرة الواحدة) عار عليهم. ما المقصود من هذه الدناءة التجاريّة ؟ دفع التونسيّين فاقدي الإمكانيّات على أن لا يحضروا هذه العروض، المبتذلة في غالبها، أوإقتراف ما لا يليق بكائن بشري حتى يتمكّنوا من حضورها (السرقة أوالمتاجرة بالمخدّرات أومحاولة الدخول خلسة). أهذا ما يحاولون إرساءه ؟ أهذا دور وزارة الثقافة في بلدنا ؟ أهذا خلق مواطن مثقّف لا يبحث إلا عن الصالح العام ؟
سيّدتي الوزيرة، يؤسفني أن أجبر على قول هذا، لكن كان من الأجدر بك الدفاع عن ثقافة الإبداع أمام زملائك في مجلس الوزراء لتحديد خطّة عمل لتحديد الوضع الإجتماعي للممثل، لبعث عقود برنامج بين الوزارة والقطاع الخاص، للتخفيف من الضغط الجبائي، لبعث صندوق تأمين وعطل الفنّانين، لإرساء تعويض البطالة للمتعاقدين العرضيّين في الفنون الركحيّة، للنهوض بالمسرح المدرسي، لإنشاء فضاءات بهندسة مقبولة للفرق الشّابة التي لا مسارح لها، للإعداد للامركزيّة على أسس صحيحة، للتنشيط الثقافي اللّيلي، للأمن، للنقل اللّيلي الخ…
أعود فأقول إن البرمجة في المهرجانات التي تحت مسؤوليتكم والتي لا هدف لها غير ربح المال هي عار سيحسب عليكم. من يقول غير ذلك فهو جاهل وأمّي في هذا المجال.
عوض أن تنمّي بثقافة الإبداع التفكير والحسّ الفنّي والعيش المشترك في كنف الإحترام المتبادل الشيء الذي من شأنه أن يبعدنا شيئا فشيئا عن كلّ ما هوقذر وعشوائي وعدواني وزارتكم تصرّ وتؤكّد على جهلها بدعمها للدناءة والإزدراء.
شخصيّا لم أعد أنتظر منكم شيئا. كل ما أتمنّاه اليوم لتونسنا العزيزة هوأن يتولّى في يوم ما، من يعلم، مقاليد وزارة الثقافة شخص يليق بهذا المنصب يدافع حقّا على الصّالح العام لبلدنا.
لي من العمر إثنتان وسبعون سنة ولا أريد الموت في بلد لا يحترمني وسينتظر موتي لينظّم، ربّما، حفلات تكريم لشخصي.

ملاحظة: حوالي العشر مراسلات لطلب مقابلة، ترشّح تلقائي لإدارة أيّام قرطاج المسرحيّة دورة 2016 يحتوي على مشروع فنّي وبرمجة مفصّلة (بتاريخ نوفمبر 2015)، إقتراح عقد برنامج مفصّل لثلاث سنوات (2016 و2017 و2018) حضي بالموافقة الأوّلية من الوزيرة السّابقة وبعثت بنسخة منهما إلى الوزيرة الحاليّة بتاريخ 16 فيفري 2016. دعوات لحضور أحد عروض إبداعنا الجديد «مكبث». ولا حياة لمن تنادي، لم تصلني إلى اليوم أي إجابة. يصعب تصديق هذا، لكنّه الواقع.

 

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو