اقصص رؤياك  لا تقصص رؤياك … هكذا بدا  منار  مشتتا  تتنازعه رغبتان رغبة الزوجة المكلومة المتوسلة بالا يكشف زوجها مضمون روياه  والعرافة التي تطلب منه أن يقص رؤياه ليطلع الجميع على المصير المحتوم الذى ينتظر القوم وفي خضم الصراع الذى يعيشه  منار  بطل المسرحية الاماراتية  لا تقصص رؤياك   والمصير المجهول الذى قاده الى متاهة بمفهومها النفسي ودلالاتها الرمزية  يأخذ كاتب النص اسماعيل عبد الله والمخرج محمد العامرى  الجمهور في أجواء من الكلام الموزون والشعر المعبر والاحتفالات الصوفية  قبل أن يجرهم مع البطل في رحلة نحو الخمارة بما يجرى فيها  مرورا بمجموعة من المتطرفين دينيا  ثم الحشاشين  والكل يسعى الى ارضائه  بل وتنصيبه زعيما على مجموعته  فيبدو  منار  في صورة  درويش  يدعو الى الشفقة وبين هذا وذاك يتيه  منار  باحثا عن مستقر له  وفي كل ذلك كانت الزوجة  حنين  تخاطبه بلغة العقل والمنطق تحاول شده الى الواقع  وتوعيته بأن  الخلاص لا يكون الا بيده   وأن لا أحد بامكانه ايجاد حل لما هو فيه  بل لكل منافعه ومصالحه الخاصة  في مشهد درامي أعاد الى الاذهان صورة ميمونة  صوت العقل  في حوارها مع البطل غيلان في كتاب السد للكاتب الكبير محمود المسعدى وفي الحديث عن الرؤيا ومضمونها وتفسيرها اختار المؤلف اسماعيل عبد الله احداث تناص مع قصة سيدنا يوسف  وما ورد عنها في النص القراني  لكن ان كان قوم النبي يوسف قد وجدوا الخلاص في تفسير الرؤيا  فان خلاص  منار  وقومه ومن ورائه المجتمع  لا يتمثل في تفسير الرؤيا بقدر ما يكمن في تحمل الانسان العربي لمسووليته ومحاولة ايجاد حلول لمشاكله وقضاياه دون التعويل على الاخر الباحث دوما عن مصلحة ما لفائدته هذه المسرحية فيها من الوجودية شيء  ومن قضايا المجتمعات العربية الشيء الكثير  ولعل صورة الرضيع وهو يحبو في نهاية العرض  يحمل بذرة أمل ودلالة على أن القادم سيكون حتما أفضل مسرحية  لا تقصص روياك  التي عرضت مساء الجمعة بالمسرح البلدى بالعاصمة ضمن الدورة 17 لايام قرطاج المسرحية  حضرها جمهور غفير وأعجب كثيرا بالاداء الجماعي للممثلين والذى أضفت عليه المؤثرات الصوتية والضوئية جمالية فضلا عن التناغم الذى كان جليا بين السينوغرافيا وطريقة اخراج العرض ورغم التعطيلات التي حصلت مع شركة الشحن فلم يصل الديكور الاصلي للمسرحية من الامارات وفق ما أكده المخرج محمد العامرى الا أن الديكور المصغر الذى تم تجهيزه في الساعات الاخيرة قبل العرض نال اعجاب الحاضرين  فكان العمل محل اعجاب كبير من حيث النص والاخراج والاداء المتكامل للممثلين والمؤثرات الركحية بشتى أنواعها مسرحية  لا تقصص رؤياك  هي من انتاج مسرح الشارقة الوطني  وقد حصدت في مارس الماضي 10 جوائز في مهرجان أيام الشارقة المسرحية منها جائزة أفضل عمل متكامل  ومن المنتظر أن تقوم بجولة في عدد من العواصم العربية والاوروبية حسب ما أكده المخرج.