التقى جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته الـ54 ليلة أمس الثلاثاء17 جويلية مع العرض الموسيقي للفنان الجماييكي « بروتوج » رفقة مجموعته الموسيقية « THE INDIGGNATION » التي تتكون من ثمانية عناصر.

ويعتبر « بروتوج » أحد أعلام « الريغي » الذي يعرف اليوم ثورة في أشكاله وطرق غنائه.

ومع هتاف الجمهور المتعطش لهذا النوع من الموسيقى الشبابية الثائرة، جاء دخول المجموعة الموسيقية THE INDIGGNATION للمسرح في شكل تحية موسيقية لبضع دقائق وسط أهازيج الحاضرين، حركت حماسة الجمهور الحاضر بكل حب و شغف فأحسوا من خلالها بحرارة الموسيقى و فردانيتها و تمردهاعلى الواقع.

واعتلى « بروتوج » بعد ذلك الركح حاملا المصدح، مبديا سعادته بتقديمه عرضا لأول مرة في بلد إفريقي، وبإيقاعات آلة « الباتري » المجنونة، بدأ في الغناء و هو يتمايل على أنغام « الريغي ».

منذ انطلاق العرض و الجمهور الكثيف لم يهدأ له بال، بالتفاعل على الطريقة الجمايكية مقلدا « بروتوج » في رقصاته ومرددا أغانيه، فقد نجح هذا الفنان في شحن الحاضرين بالطاقة التي عكست تناغمه مع الجمهور الحاضر للعرض بالحديث معه قبل بداية كل أغنية منشدا إياه الكلمات، و مفسرا الرسالة التي يرغب في إيصالها و إعادة المقاطع المؤثرة بعد انتهاء الأغنية بمشاركة الجمهور.

قدم هذا المبدع خلال السهرة مقطوعات مثل Rasta love و No Guarantee,عادت بنا إلى أيام الزمن الجميل، أيام رواد « الريغي » أمثال « بوب مارلي » و عازف القيتارا « بيتر توش », فالريغي علم « بروتوج » أن يقدر دوما أسلافه كبار المبدعين والرواد في هذا الشكل الموسيقى فكرمهم في عديد المناسبات.

عاشق « الريغي » تواق دائما إلى التجديد و التحديث, فأغاني « بروتوج » التي قدمها في هذه السهرة مثلت رسالة خاطب فيها العقول بهدف صناعة رأي عام واع بقضايا المرحلة، فهو يؤمن أن الفن أحد أبرز وسائل تغيير عقلية الشعوب.

العنف والظلم والحب والدين والسلام و إيقاف الحروب، كلها مفاهيم سعى هذا الفنان إلى طرحها في الأعمال التي قدمها في هذه السهرة، ودعا الجمهور إلى الانتصار لهذه المعاني برفع الأيادي، فأنتج في ذات اللحظة مع فرقة « THE INDIGGNATION » فنا واعيا يحمل مواقفه الثورية.

أغنية « WhoKnows »من ألبوم « ANCIENT FUTUR »، اقتحم من خلالها »بروتوج » العالمية بعد أن كان معروفا فقط داخل الجماييك، أحدثت رجة في مسرح و جمهور الحمامات بما تحمله من إيقاعات جميلة و كلمات راقية.

ولم يكتف « بروتوج » في هذه السهرة بإعادة تجسيد روح « بوب مارلي » على المسرح و إعادة إحياء فنه، بل خلد اسمه على جدران الحمامات كأحد أعلام »الريغي » الجديد في القرن الواحد و العشرين.

وفي في سهرة 19جويلية في الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي سيكون الموعد مع الالتزام والحب، مع صوت غنى لأسمى القضايا لرغيف الخبز و الوطن المغتصب مع الفنان القدير مارسيل خليفة بمرافقة موسيقية لإبنه رامي خليفة يضربان موعدا مع العزف والغناء بالعودة لأجمل ما غنى من قصائد درويش المنتقاة.

وات