في مشهد غير عادي ولا مألوف، اختار الفنان التشكيلي والمبدع أصيل ولاية بنزرت منصف بن جامع أن يعرض عددا من لوحاته الفنية الراقية في مقبرة العين بمدينة بنزرت…حركة جلبت انتباه كل زوار المقبرة وسكان المدينة وتراوحت ردود الفعل بين مؤيد لها ومتفاعل وبين رافض لها ومستنكر.
وعن هذه الحركة الرمزية قال الفنان منصف بن جامع في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء إنها « صرخة فنان أعيته الحياة وأهلها، وهو يشاهد كيف بات الفن ببلاده عجلة خامسة »على حد تعبيره ، مضيفا أن فكرة القيام بهذه الحركة الاحتجاجية خامرته منذ سنتين لكنه أرجأها سابقا خوفا من إمكانية تعرضه للعنف من قبل « بعض الجماعات » على حد قوله.
عرض لوحات فنية بين قبور الأموات هو موقف ورسالة احتجاج وثورة عن كل ما يعيشه الفنان التشكيلي والفنان عموما من ضيم وقهر وعدم اهتمام به من قبل السلطات والمسؤولين، وفق منصف بن جامع الذي أعرب أيضا عن امتعاضه من عزوف الجمهور عن الأروقة الفنية والفضاءات الثقافية، معتبرا أن الثقافة والفن ليست ذات أولوية رغم تصريحات السياسيين والمسؤولين المغايرة لذلك.
وأعرب عن أمله في أن تكون رسالته قد وصلت إلى الغيورين على الفن من أجل التحرك الجماعي لتنظيم القطاع وأيضا للمسؤولين بوزارة الشؤون الثقافية وكذلك لرجال الأعمال مشددا على ضرورة « وضع اليد في اليد مع الفنانين فلا تقدم لدولة دون فعل ثقافي وإبداعي راق ولا مجال للتصدي للتيارات المتشددة إلا عبر الفن والثقافة ».
