البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

مصباح

الروائي و المترجم علي مصباح : تعلقي بنيتشه مصير اخترته وفقدت السيطرة عليه

في إطار برمجته المتعلقة باللقاءات الخاصّة، نظّم بيت الرواية لقاء خاصا مع الروائي علي مصباح للحديث عن تجربته الروائيّة، وذلك يوم الجمعة 6 ديسمبر 2019 بمكتبة البشير خريّف.
يقول علي مصباح المغرم بالفيلسوف نيتشه حدّ النّخاع في مداخلته:  » كل مرة وأنا أترجم كتابا لنيتشه أقول لنفسي بأنه الكتاب الأخير ولن أقدم علي غيره ولكنني أعلم في قرارة نفسي بأنني سقطت في الشرك وأن تعلقي بنيتشه مصير اخترته وفقدت السيطرة عليه لذلك ما أن أتممت ترجمة « هكذا تكلم زاردشت » وكتاب « غسق الأوثان » و »نقيض المسيح » حتي أطلّ كتاب « إنساني مفرط في إنسانيته » برأسيه مبتسما. لتبدأ تجربة جديدة في الترحال المعرفي فيقذف بي نيتشه من جديد من برلين نحو كمبوديا. »
ولم تنس الإقامة في فضاءات نيتشه وعوالم الترجمة المتشعّبة علي مصباح وجهه الإبداعي، فظلّ يكتب بالتوازي مع نشاطه في الترجمة قصصا وروايات ويدوّن رحلاته التي ينطلق فيها من برلين حيث يقيم منذ 1989 ليجوب الأرض شرقا وغربا، وقد سبق أن تحصّل على جائزة ابن بطوطة للأدب.
على امتداد أكثر من 400 صفحة كتب علي مصباح وقائع « حارة السفهاء أو تفاصيل بناء التراجيديا التونسية » بأسلوب مرح ساخر، مركزا على المفارقات ومصورا كوميديا مهزلة القصور وموائد ومآدب بيع الذمم في مشاهد ضاحكة تنسب في المسرح والسينما للكوميديا السوداء. وعلى الرغم من أن « حارة السفهاء » قد كتبت منذ سنوات، كما يشير إلى ذلك التاريخ في آخر الكتاب، فإن هذه الرواية يمكن أن تقرأ بها واقع تونس الحالي، وقد جند لها أستاذ علم الاجتماع علي مصباح كل وعيه، ليكتب سيرة الوعي الشعبي الذي بدا في الرواية وعيا قطيعيا ووعيا شقيا بحكامه.
أما روايته الأخيرة « سان دني »، فهي تبدأ في أولى فصولها بوصف دقيق لمشهد تكرّر آلاف المرات و موقف يعرفه الشباب المهاجر في سبعينات و ثمانينات القرن الماضي إذ يسعى مصباح لنقل و رصد أهمّ الصراعات النفسيّة التي يعيشونها و الحالة المزرية التي يعاني منها شباب تونسي لم يمض على استقلال بلاده سوى عشرين سنة. كأنّه أراد تخليد الإحساس و الإمساك بهذا المشهد ليكون بمثابة شاهد على عصره يبعث برسائل تحذير وتذكير إلى أجيال ستأتي بعده.
يذكر أنّ علي مصباح هو روائي ومترجم ورحالة تونسي يعيش بأوروبا متنقلا بين ألمانيا والبرتغال وشرق آسيا. بدأ الكتابة الإبداعية مبكرا، ولكنه عرف في المشهد الثقافي العربي كمترجم مختص في اعمال الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، التي نقل الكثير منها إلى العربية مثل « هكذا تكلم زرادشت » و »نقيض المسيح » و »إنساني مفرط في إنسانيته » و »هذا هو الإنسان » وغيرها. صدرت له روايتان بعنوان « حارة السفهاء » و « سان دني ».
ويقول عنها مصباح:  » أعود إلى الحيّ الجامعي لألتقي من جديد بالشّباب المتحمّسين ليلا نهارا لقضايا الثّورة و الاشتراكية و العدالة الاجتماعية و المساواة. أنغمس من جديد في النّقاشات التي لا تنتهي حول الماركسيّة اللّينينيّة و الصّراع الطبقي، و طبيعة التّناقضات التي تشقّ مجتمعات العالم الثّالث، طبيعة المجتمع التونسي، مسائل الإستراتيجيا و التّكتيك الثّوري، كتابات لينين و ماوتسي تونغ، ربّما لم تكن ادعاءاتنا خالية من الكذب فعلا. ربّما كنّا نكذب على أنفسنا في المقام الأوّل. »

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو