افتتح رئيس الجمهوريّة، الباجي قائد السّبسي، صباح اليوم، الجمعة 18 نوفمبر 2016 معرض « الأماكن المقدّسة المشتركة » بالمتحف الوطني بباردو بحضور وزير الشّؤون الثّقافيّة محمّد زين العابدين وأعضاء مجلس نوّاب الشّعب والحكومة والسّفراء المعتمدين بتونس ورؤساء البعثات الدبلوماسية إضافة إلى ثلّة من المبدعين والمثقّفين.
الافتتاح حضره مجموعة من عائلات ضحايا الأعمال الإرهابيّة من تونس ومن فرنسا.
هذا المعرض ينتظم بمبادرة من رئاسة الجمهوريّة وهو وليد تعاون فريد بين المعهد الوطني للتّراث ومتحف حضارات أوروبا والمتوسّط بمرسيليا وقد أنتج بدعم فاعل من  » الجمعيّة الدّوليّة لأصدقاء متحف باردو » ومعاضدة سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي ومساعدة المعهد الثّقافي الإيطالي ويقدّم حولي 150 عملا فنّيا نادرا من تونس ومن العالم تعكس أوجه المشترك الدّيني في حوض المتوسّط وتحمل في رمزيّتها معاني التّلاقي والتّواصل والعيش المشترك على مدى قرون.
وكان هذا المعرض مناسبة تمّ خلالها إطلاق  » إعلان تونس ضدّ الإرهاب ومن أجل التّسامح والتّضامن بين الشّعوب والثّقافات والأديان » وهو إعلان تبنّته رئاسة الجمهوريّة للتذّكير بحتميّة التّوقّي من الإرهاب ومقاومته على جميع الجبهات ومزيد التّوحّد والتّضامن لمواجهته.
وقد اعتبر وزير الشّؤون الثّقافيّة محمّد زين العابدين أنّ هذا المعرض يقدّم  » نداء للتّعايش المشترك وللسّلام » ويعبّر عن سخاء الثّقافة الإنسانيّة التّي تحترم الهويّة الثّقافيّة وتنفتح على الآخر وإلى انخراط تونس بما هي ملتقى للحضارات والثّقافات في هذه الحركة المشتركة التّي تثمّن قيم الحوار والتّلاقي.
من جهته بيّن السّفير الفرنسي بتونس أوليفيي بوافر دارفور أنّ هذا المشروع المشترك بين تونس وفرنسا يبيّن عمق علاقات التّسامح الدّيني بين البلدين على مدى العصور وأبرز أنّ حضور عائلات ضحايا الإرهاب من تونس وفرنسا دليل على توحد ضفّتي المتوسّط ضدّ آفة معاكسة لمعاني التّلاقي الانساني عبر التّاريخ وهي ظاهرة الإرهاب.
المسار الذّي يقدّمه المعرض سيحمل زوّاره من 19 نوفمبر 2016 وإلى غاية 12 فيفري 2017 عبر أبرز الوجوه و الأماكن المقدّسة المشتركة بين الأديان التّوحيديّة في المتوسّط مسار لا تبشير فيه ولا تكفير بل ائتلاف وانتصار للقيم الانسانيّة المشتركة التّي نادت بها الدّيانات التّوحيديّة الثّلاث ونبذ لكلّ نعرات العنف والتّعصّب والإرهاب.