صدر عن دار آفاق-برسبكتيف للنشر بتونس دراسة للعلامة حسن حسني عبد الوهاب تحت عنوان « الموسيقى وآلات الطرب في القطر التونسي »، جمعها الباحثان محمد المي وعبد الجليل بوقرة.

صدر الكتاب ضمن سلسلة « آفاق للجميع » وورد في 136 صفحة من الحجم المتوسط، وهو مقتطف كما جاء في الصفحة 25 منه، من القسم الثاني من كتاب « ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية » وعنون فصله بـ »الموسيقى وآلات الطرب ».

في هذا الكتاب، اهتم حسن حسني عبد الوهاب بمظاهر الحضارة العربية بتونس على امتداد قرون، من آداب وعمارة وفنون منها بالخصوص الموسيقى.

يضم هذا الإصدار 37 عنوانا فرعيا يعكس كل عنوان منها نظرة حسن حسني عبد الوهاب إلى الموسيقى وآلاتها وتطورها واختلافها من منطقة إلى أخرى في إفريقية ومن عصر إلى آخر كالفترة العباسية والعهد الفاطمي والعهد الحفصي والتركي والحسيني، إذ يكتشف قراء هذا الكتاب أجواء الملاهي أيام بني الأغلب ومجالس الأنس برقادة وموكب الأعياد في باردو وطاقم الموسيقى العسكري وهواة الموسيقى التونسية ورواتها .

والعلامة حسن حسني عبد الوهاب (اسمه الكامل حسن حسني بن صالح بن عبد الوهاب بن يوسف الصمادحي التجيبي) هو من مواليد يوم 21 جويلية 1884 بمدينة تونس، وتوفّي يوم 9 نوفمبر 1968 بصلامبو (الضاحية الشمالية للعاصمة). وهو أحد منارات الفكر التنويري التونسي، وكان ممن تناولوا بالبحث والتأليف موضوعات متنوّعة من العلوم والمعارف. صدرت له عديد الأعمال والدراسات باللغتين العربية والفرنسية . وكان حسن حسني عبد الوهاب ترأس مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1932 وقد تأسست في تونس بعد سنتين فرقة الرشيدية (1934) . ووفق ماجاء في تقديم الكتاب فإن هذا المؤلف يساهم في إماطة اللثام عن كتاب مجهول في ذلك الوقت ألفه التيفاشي القفصي معروف بكتاب متعة الأسماع ويؤكد أصالة الموسيقى في بلادنا.

وكانت وزارة الشؤون الثقافية احتفت في شهر رمضان 2019 بمرور خمسين سنة على رحيل حسن حسني عبد الوهاب ضمن منتدى الفكر التنويري التونسي الذي يتولى الصحفي والكاتب محمد المي تنسيق جلساته العلمية. ولفت محمد المي في تقديمه لهذا الإصدار أن العلامة الراحل سعى الى كتابة تاريخ تونس في الوقت الذي عمل فيه المستعمر على محاولة طمس الشخصية التونسية والتشكيك في الهوية، وانطلاقا من هذه الزاوية اعتبر أن مؤلفات حسن حسني عبد الوهاب « بمثابة الكتابة المقاومة بقطع النظر عن المنهج المستعمل في الكتابة ودقة المعلومات والاستجابة للضوابط العلمية.

وات