البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

53361221_1510337019100700_191694079866699776_n

إلياس خوري : الخطاب الاسلاموي لم يستطع توحيد المجتمع العربي بل كان خطابا للتقسيم

« إذا كان لهذا الربيع العربي من معنى فإنه يجب أن يتجسد في الثقافة، وإذا لم تُحدث الثورات تغييرا في الثقافة فلا معنى لأن تُحدث تغييرا في السياسة ». هكذا تحدّث الكاتب اللبناني إلياس الخوري في لقاء خاص جمعه، صباح السبت، بعدد كبير من القراء والشعراء والمثقفين والأدباء التونسيين والعرب في اليوم الثالث والأخير من ملتقى تونس للرواية العربية في دورته الثانية. وعبّر ضيف شرف الملتقى الذي يتخذ من « قضايا البشرة السوداء » موضوعا رئيسيا له، عن انبهاره باللقاء ووصفه بـ « المتفرد » لأنه يثير قضايا العبودية والعنصرية، قائلا « آن لنا أن نتحرّر من الاستبداد والعبودية التي مازلنا نعيشها في مجتمعاتنا العربية إلى اليوم ». « أيقونة السرد العربي » كما وصفه الكاتب السوري نبيل سليمان في تقديمه له في هذا اللقاء هو « لبناني صيّرته رواياته فلسطينيا حينا وسوريا أحيانا أخرى ». وقد كتب القصة والمسرح والنقد والمقالة علاوة عن كونه صحفيّ وأستاذ جامعيّ. ويحسب له وفق سليمان أن كتاباته لم تقع في فخاخ الرهنية والثورية والثأرية. إلياس الخوري الذي يقول « لم يكن لديّ مثال، كتبت كرجل أعمى »، نجح في تخليد أعمال روائية كثيرة تُرجمت إلى عدة لغات منها « مملكة الغرباء » و »الجبل الصغير » و »كأنها نائمة » و »مجمع الأسرار » و »الوجوه البيضاء » وباب الشمس » التي تحولت إلى عمل سينمائي كما كانت ملهمة لمجموعة من الشبان الفلسطينيين حيث أقاموا قرية أطلقوا عليها اسم « باب الشمس » في جانفي 2014 لكن دمرها الاحتلال بعد ثلاثة أيام، وفي هذه القرية تجسيد لما جاء في رواية « باب الشمس »، ثم أقاموا قرية أخرى سموها بـ « أحفاد يونس » تيمنا بيونس الأسدي أحد أبطال هذه الرواية (باب الشمس). وتحدث إلياس الخوري عن الأثر الكبير الذي تركته هذه الحادثة في نفسه مشيرا إلى أن طموح المؤلف هو أن يُنسى وأن يخلد أبطاله وأن يتركوا أثرا في حيوات الناس. وعرّج الخوري في هذا اللقاء على التحولات الجذرية والتيارات التي شهدها مسار الرواية العربية وتطور مدارسها، مبرزا أن التحولات التي شهدتها الرواية ليست نتاج المختبرات الأدبية بل نتيجة تحولات سياسية واجتماعية. ولم يفوّت الخوري مناسبة لقائه بالجمهور التونسي والعربي دون الحديث عن نشوء الرواية اللبنانية وعلاقة النتاج الأدبي النثري والشعري بحرب لبنان والصراعات الطبقية والاجتماعية في القرن 19. وأوضح أنه ينتمي إلى جيل واعٍ بضرورة كتابة الحاضر في روايته وقد قاده هذا الحاضر إلى دروب مختلفة وخيارات فنية متنوعة وهو ما يؤكد أثر الحرب اللبنانية في تشكيل الوعي ونحت اللغة الفنية للمبدعين. واعتبر أن تأثير الانقسامات في لبنان والحرب الأهلية بعناصرها الإقليمية والدولية تعدّ « تمرينا صغيرا » أمام أهوال التهجير في العراق واليمن وسوريا، معرجا على كوابيس الثورات المضادة التي تشهدها بعض البلدان العربية اليوم. وانطلاقا من أشعار بدر شاكر السياب وأدونيس وديوان « نهر الرماد » لسعيد حاوي وصولا إلى رماد موت البوعزيزي الذي مثّل إطلاق شرارة الربيع العربي في تونس، بحسب الخوري، أظهر « انقلابيّو فكرة الانبعاث قدرتهم على دفن الرماد »، وفق الكاتب اللبناني الخوري الذي يرى أن الثقافة العربية اليوم تعيش « العراء والألم وزمن انهيار القيم وسط عولمة نيوليبرالية متوحشة ونمو للفاشية التي تحاول وأد حلم التغيير »، مبرزا أن مهمة الشاعر أو الكاتب تتمثل في صنع المعنى بل تأسيس المعاني عبر بناء « الحكاية-الإطار ». وقال الخوري إننا نعيش اليوم زمن كابوس « انهيار مثلث الأضلاع »، يتمثّل في انهيار السلطة وانهيار الأنظمة التي بُنيت على فكر قومي وانهيار خطاب المعارضة اليسارية، و »حتى الخطاب الاسلاموي لم يستطع توحيد المجتمع العربي، فكان خطابا للتقسيم » مضيفا « هذا زمن الرعب العبثي والصراع الطائفي والقمع الوحشي الذي كان سببا في فرض الصمت الذي ما يزال لغة شاهدة على المعاني ». واستحضر في هذا السياق عبارات كل من محمود درويش وغسان كنفاني وأنسي الحاج مستعيرا عبارة الكاتب الأنقليزي ويليام شكسبير على لسان « هاملت »: « ما تبقى صمت »، قائلا: « نحن اليوم أمام تحدّي تأويل صمت الضحايا، فهل نستطيع صنع إطار حكائي وسط بحار الدم والألم والهجرات… إن آلام الناس هي الموضوع لكنها اليوم صارت خارج الموضوع ». وفي نقاش مع الحاضرين، نفى إلياس الخوري تشاؤمه إزاء المستقبل موضحا أنه « مع الواقعية الشديدة »، فخيال المستبدين والمجرمين في تقديره أوسع من خيال المثقفين والكتاب معتبرا، رغم ذلك، أن « هذا الزمن قد يكون مثاليا للكتابة ». ولئن قال سعد ونوس سابقا « نحن مجبرون بالأمل »، واستنبط إيميل حبيبي عبارة « المتشائل » فإن إلياس الخوري يرى أننا « نعيش مرحلة ما بعد اليأس » وهي مرحلة قال إنها « تحرّرنا من بحر الانتظارات وتسمح لنا بأن نغوص في قعر الألم وهنا يكمن تحدّي الحياة وتحدّي الكتابة ». وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو