البث الحي

الاخبار : الاخبار

70236207_436357010313043_6180251587240263680_o

إدراج جامع علولة ببني خداش في القائمة النهائية للتراث الإسلامي

جامع علولة ببني خداش هو واحد من 159 معلما اثريا تزخر بها هذه المنطقة الجبلية الواقعة في ولاية مدنين والتي تدل على أن المنطقة كانت تنبض بالحياة وشهدت تعاقب حضارات وثقافات متنوعة مرت لكنها تركت بصماتها واضحة للعيان.
بدأ صيت هذا الجامع الاباضي يذيع في شهر ديسمبر المنقضي بعد إدراجه ضمن القائمة النهائية للتراث الإسلامي « الايسيسكو »، حينها فقط خرج هذا المعلم الديني من الظلمات التي قبع فيها لعقود تحت الأرض باعتباره من الجوامع تحت ارضية المحفورة، إلى النور والى الحياة، في خطوة أولى على أمل أن يدرج في مرحلة ثانية ضمن مسلك سياحي فيكون وجهة السواح والباحثين ليبوح لمن يقصده بأسرار هندسته المعمارية ونقائشه واقواسه ودهاليزه ومنارته وعدد من مكوناته الاخرى التي تكشف تعدد وظائف هذا المعلم غير الدينية، وفق ما أكده رئيس جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش، كيلاني الذوادي.
يعود تشييد جامع علولة، حسب رئيس الجمعية، إلى سنة 565 هجري، وهو من الجوامع الحفرية على غرار جامع الأرض بدمر. وقد لعب، إلى جانب وظيفته الدينية، وظائف أخرى منها التعليمية والاجتماعية فكان جامعة يؤمها الطلبة من عدة مناطق لدراسة العلوم الشرعية والفقه وتعاليم المذهب الاباضي، لذلك لا تزال تتواجد بالقرب منه مغارات هي مساكن للطلبة، إضافة إلى وجود دواميس كانت معدة للخزن وهو هنا يلعب الجامع دوره الاجتماعي والاقتصادي.
ويكشف هذا الجامع، وفق الذوادي، بمكوناته وبنقائشه التي لا تزال تزين جدرانه واقواسه وبنمطه تحت الارضي، الهاجس الامني لسكان تلك المناطق وحرصهم على التخفي لحماية المذهب الاباضي الذي اعتنقوه والذي انتشر في منطقة دمر بني خداش وامتد بعد ذلك إلى جزيرة جربة.
إدراج هذا المعلم في التراث الإسلامي بقدر ما يمثل اعترافا بقيمته إلا أنه يحمل الجميع مسؤولية كبيرة في الحفاظ عليه وحمايته وضرورة التدخل لصيانته. وحسب تقديرات جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش، فإن 30 بالمائة من بناية الجامع أكل عليها الدهر وشرب، وطالتها أيادي البشر بالنبش والتخريب، لذلك فهي تستحق تدخلا بالصيانة والترميم وفق القواعد العلمية التي يفقهها معهد التراث.
وتأمل جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث في ان يتم الاعتراف بهذا المعلم الديني والتاريخي كتراث عالمي إنساني يتجاوز التراث الإسلامي وذلك بادراجه في خطوة ثانية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو بما يحفظ هذا الارث الذي يعد ذاكرة الأجداد وبما يمكن من استثماره في التنمية، وتوظيفه بما ينفع الناس حتى لا يبقى جزء من ماضي جامد وصامت.
ووفق الذوادي، فإن جامع علولة إلى جانب معالم أخرى كثيرة ومنها القصور الجبلية، رصيد تراثي ثري، سيتحول، بنفض الغبارعنه، إلى أداة للتنمية والتشغيل ولدفع الحركة الاقتصادية ببني خداش في ظل غياب فرص التشغيل بها.
وتتفاءل جمعية صيانة القصور خيرا بمبادرة إدراج جامع علولة في التراث الإسلامي « الايسيسكو » وكذلك إدراج قصور بني خداش ضمن قصور الجنوب التونسي في القائمة التمهيدية للتراث العالمي، وهي تدعو بإلحاح المعهد الوطني للتراث للتدخل السريع لترميم هذه القصور وفق المعايير الفنية المعتمدة، ودون تشويه، خاصة وان جزء كبيرا منها طاله الخراب، إلى جانب تدخل الجهات المعنية لصيانة وتعهد المسالك والطرقات بما يسهل الوصول إلى معالم كثيرة ذات قيمة تاريخية كبيرة.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو