البث الحي

الاخبار : موسيقى

Musique_Andalouse

أنيس المؤدب : « آلة العود بين دقة العلم وأسرار الفن » لمحمود قطاط كتاب يأتي لسدّ فراغ معرفي حول آلة موسيقية مرجعية في الحضارة العربية الإسلامية

كتاب « آلة العود بين دقة العلم وأسرار الفن » لمحمود قطاط، يعدّ إصدارا « جاء لسدّ فراغ معرفي حول آلة موسيقية مرجعية في الحضارة العربية الإسلامية »، وذلك بحسب ما أكده اعتبر الباحث الموسيقي، أنيس المؤدب خلال لقاء انتظم السبت بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، « بيت الحكمة » بقرطاج، لتقديم هذا الإصدار بحضور مؤلفه وبمشاركة الفنان العراقي نصير شمّة.
وأوضح المؤدب، الأكاديمي الموسيقي ومدير عام مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، أن هذا الكتاب الذي صدر منذ سنة 2006، قدّم في أكثر من دولة عربية وآسوية وأوروبية ولكنه لم يحظ باحتفاء تونسي نظرا لموقف صاحبه الذي وصفه بـ « المتعنّت والرافض للتدجين »، مما جعله عرضة للطرد التعسفي في مرحلة الثمانينات من المعهد العالي للموسيقى رغم أنه لم يمارس أعمالا سياسية ولم يكن له أدنى ارتباط بها، وفق تأكيده.

فالكتاب، بحسب مقدمه، وإن تحدث عن آلة العود وعن مجالاتها الموسيقية وتقنيات صناعتها فإنه « تضمّن مراجعات لفكر تيارات القومية العربية، وفلسفة وموقفا من العولمة، بل وشكّل أحد سبل مقاومتها على طريقة محمود قطاط »، بحسب المصدر نفسه.

« آلة العود بين دقة العلم وأسرار الفن » كتاب من النوع الفاخر، يحتوي على مائتي صفحة ويضم أكثر من 250 لوحة توضيحية تتوزع بين وثائق « ايقنوغرافية » لآلة العود وتفاصيله وأبرز عازفيه وصانعيه. وينقسم الإصدار إلى ثلاثة أبواب كبرى، يعرّف أوّلها بالأصول التاريخية لهذه الآلة استنادا إلى مقاربات علم الآثار وما يوفره من معطيات.

أما الباب الثاني فخصّص لدراسة العود في الحضارة العربية الإسلامية مع التأكيد على اكتمال شكله « المورفولوجي » في رحابها بشهادة المصادر العربية المكتوبة، كما عرّج على انتشار هذه الآلة في أوروبا خلال القرون الوسطى وعلى مساحة كبيرة ممتدة من الشرق الأوسط إلى تخوم الشرق الأقصى، وفق ما أوضحه أنيس المؤدب.

وتعرّض الباحث في الباب الثالث إلى آلة العود في الفترة الحديثة والمعاصرة، والتغيرات التي عرفتها صناعتها وتقنيات عزفها إثر التثاقف الذي حصل ما بين المدرسة الموسيقية العربية ونظيرتها التركية في بداية القرن العشرين.

وتكمن أهمية الكتاب، وفق أنيس المؤدب، في اعتماده على عدد كبير من المصادر والمراجع التي تتجاوز ثلاثمائة مصنفة باللغات العربية والتركية وعدد من اللغات الأوروبية، يمكن الاستفادة منها في مجال علم الصوت الموسيقي والنظريات الموسيقية و »الاثنوموسيقولوجيا » وتاريخ الموسيقى النسقية وعلم الآثار الموسيقي وفنون صناعة الآلات الموسيقية وغيرها من المعارف المتعلقة بالموسيقولوجيا، فضلا عن الإضافة التي يقدمها هذا المؤلّف إلى المكتبة الموسيقية العربية باعتبار الجهد الذي بذله صاحبه في تعريب المصطلحات وفي استنباط العديد منها.

ومن جهته، شدّد الفنان والباحث الموسيقي العراقي، نصير شمّة الذي حضر هذا اللقاء، بعد أن كان أحيى مساء الجمعة أولى سهرات تظاهرة « موسيقات »، على القيمة العلمية لكتاب « آلة العود بين دقة العلم وأسرار الفن »، مبينا أنه يعتمد كمادة للتدريس في عديد « بيوت العود » (مدارس العود)، معتبرا أن محمود قطاط، تجاوز حدود الانتماء إلى جنسية معينة أو نمط موسيقي محدد ليبلغ درجة « الزهد الموسيقي » على حد توصيفه.

فالكتاب وفق هذا الفنان، « شمولي ولا ينحاز لأي انتماء، إذ يعتبر آلة العود منجزا حضاريا إنسانيا لا تحده أصول فارسية ولا عراقية ولا تركية ولا مصرية ولا تونسية ولا مغربية أو غيرها »، مضيفا أن هذا الإصدار « يبرز قيمة التوازن الوجوبي بين الإبداع الموسيقى والثراء العلمي ».

ونوّه صاحب الكتاب، محمود قطاط بالتعريف الذي قدمه الباحث الموسيقي، أنيس المؤدب قائلا : « يكفي أن يقدّم الكتاب أخيرا في تونس انطلاقا من هذا الصرح الثقافي « بيت الحكمة » أحد مراكز الإشعاع على الصعيد العربي وأن يتولى تقديمه أنيس المؤدب الذي لخّص توجهاتي في التعامل مع الموسيقى العربية عموما وعرّفني بكتابي بطريقة مميزة أثارت انتباهي شخصيا وجعلتني أقف على جوانب فنية غفلت عنها لانغماسي في البحث العلمي الموسيقي ».

واختتم الفنان العراقي، نصير شمة، صاحب الأنامل الذهبية هذا اللقاء التقديمي، بعزف على آلة العود حمل خلاله الحضور على بساط الريح من مقام موسيقي إلى آخر ومن نغمات شرقية إلى أندلسية إلى تركية إلى غيرها من موسيقات العالم.

وجدير بالذكر أن الباحث الموسيقي، محمود قطاط يعد من مؤسسي المعهد العالي للموسيقى بتونس سنة 1982 وأحد أبرز الشخصيات الأكاديمية في مجال العلوم الموسيقية على المستوى الدولي، وقد عرف بغزارة كتاباته باللغتين العربية والفرنسية حول الموسيقى العربية والمغاربية وبمقالاته المنشورة في أهم الموسوعات العالمية. كما ترجمت بعض أعماله إلى اللغات الإسبانية والانقليزية والفارسية والروسية والإيطالية والألمانية والصينية والأذربيجانية.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو