أشرف السّيد مراد الصّكلي، صباح اليوم بمدينة سبيطلة من ولاية القصرين على افتتاح النّدوة الدّوريّة للمندوبين الجهويّين للثّقافة التّي كانت فعاليّتها قد انطلقت صباح اليوم 01 ديسمبر 2014 لتتواصل على مدى يومين.

ويعتبر هذا اللّقاء مواصلة لسلسلة من الاجتماعات التّي تنتظم بصفة دوريّة بالوزارة وتهدف إلى تشريك المندوبين في صياغة استراتيجيّات الوزارة وإعلامهم في الآن نفسه بأبرز التّوجّهات والإنجازات التّي يمكنهم ، على ضوئها صياغة برامج العمل الثّقافي وتنظيم التّظاهرات الثّقافيّة بالولايات التّي يشرفون عليها.

وقد تحدّث وزير الثّقافة في مستهلّ هذه النّدوة عن إستراتيجية وزارة الثقافة حيث  تعتبر اللّامركزيّة الثّقافيّة احد أولويّات هذه الاستراتيجيّة ، بما أنّ الحقّ في الثّقافة أصبح مضمّنا في الدّستور التّونسي وهو حقّ يجب أن يتمتّع به المواطن التّونسي في كافّة أنحاء الجمهوريّة وقد أكد السّيد الوزير في نفس الإطار على الحقّ في جودة الثّقافة وبيّن كذلك انّه، وانطلاقا من سنة 2016 سيتمّ تحويل الميزانيّات إلى الجهات للتّصرّف فيها حسب نسبة السّكّان.ومن المنتظر أن تكون سنة 2015 سنة انتقاليّة ودعا لمندوبين إلى التّصرّف السّليم في هذه الميزانيّة وإلى الحوكمة الرّشيدة اعلمهما انّه انطلاقا من سنة 2015، سيتمّ التّرفيع في منحة التّسيير المسندة للجهات.

في موضوع آخر، تطرّق السّيد الوزير إلى معضلة الدّعم، وبيّن أنّ الدّعم الذّي تسنده وزارة الثّقافة سيتواصل، لكنّ جميع الفاعلين الثّقافيين مدعوّون إلى إيجاد آليّات أخرى للدّعم مع المحافظة على حرّية المبدع واستقلاليّته. وقد سعت الوزارة إلى صياغة التّشريعات التّي من شانها تشجيع المستثمرين والمستشهرين ودفع عمليّات الرّعاية الثّقافيّة ومن المنتظر أن تساهم هذه التّشريعات في دفع العمل لثّقافي كما أن دور الجمعيات الثّقافيّة هام في تحقيق النّقلة النّوعيّة المنشودة لهذا القطاع.

من جهة أخرى كان محور إرساء صناعات ثقافيّة أحد أبرز المحاور التّي تناولها وزير الثّقافة، السّيد مراد الصّكلي واعتبر أنّ للثّقافة دورا هامّا تلعبه في تحقيق التّنمية الاقتصاديّة واستشهد ببعض الإحصاءات التّي تعكس المساهمة الهامّة للصّناعات الثّقافيّة في النّاتج الدّاخلي الخام للبلدان المتقدّمة، وبما أنّ الأرضيّة التّشريعيّة قد توفّرت والمناخ السّياسي في بلادنا أصبح ملائما إضافة إلى وجود مخزون تراثي مادّي ولامادي هامّ فإنّ الجميع مدعوّ إلى استغلال هذه المكتسبات في دفع الصّناعات الثّقافيّة التّي من شانها المساهمة في التّنمية الاقتصادية وكذلك الاجتماعية.

على مستوى برمجة التّظاهرات الثّقافيّة،اعتبر السّيد الوزير انّ التّخطيط والبرمجة المسبّقة التّي تمتدّ على الأقلّ طيلة ستّة أشهر أو سنة كامل لا مناص منها لتقديم تظاهرات ثقافيّة ناجحة وذات وقع.كما دعا المندوبين والعاملين في المجال إلى الابتعاد عن التّظاهرات النّمطيّة وإلى استقطاب فئة الشّباب بالانفتاح على الخصوصيّات المحلّية وتجذير النّاشئة ومصالحتها مع تاريخها وتراثها.