البث الحي

الاخبار : متفرقات

668_334_1375752111haded-640x334

7 ديسمبر ذكرى وفاة المفكر التونسي الطاهر الحداد

توفي في مثل هذا اليوم ( 7 ديسمبر ) المفكر و النقابي والسياسي التونسي الطاهر الحداد  الذي قام بحملة لتطوير المجتمع التونسي في مطلع القرن العشرين. كما خاض نشاطا من أجل حقوق العمال النقابية التونسية وتحرير المرأة التونسية  .

ولد الطاهر بن علي بن بلقاسم الحداد سنة 1899 بتونس العاصمة، حيث استقر مع والده بعد نزوحهما إلى العاصمة من حامة قابس مسقط رأسيهما. نشأ في وسط متواضع، تلقى تعليمه في الكتّاب، ثم بجامع الزيتونة وله من العمر 12 سنة بعد وفاة والده سنة 1920 غادر الحداد جامع الزيتونة إثر حصوله على شهادة التطويع ليشتغل ماسك دفاتر وكاتبا بالجمعية الخيرية.
في عام 1921 التحق بمدرسة الحقوق العليا التونسية وكان مهتما بالنشاط السياسي والنقابي في إطار الحزب الحرّ الدستوري القديم حتّى عام 1930م.
بدأ نشاطه كاتبا في جرائد «الأمة» و«مرشد الأمة» و«افريقيا» ولم يكن يعرف أن تلك الكتابات ستحول إليه الأنظار وتكون محل نقاش واخذ وعطاء بين زعماء البلاد في تلك اللحظة مما دفع الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليصطفيه من زمرة قليلة ليكون أحد مؤسسي الحزب الحر الدستوري التونسي (1920) بل كانت كتاباته في الجرائد وسطوع اسمه فيها سببا لتكليفه بالدعاية والإعلام في ذلك الحزب. فكان أحد أبرز الأحرار الدستوريين.

واصل الحداد النضال ورأى أن الإصلاح لا يقوم بغير الصلاح : صلاح الناس والأفكار… فكتب لإصلاح العائلة والمنزل وتحرير المرأة فقامت ضدّه الرجعية الفكرية حيث جرّد من شهائده العلمية ومنع من حق الزواج وممارسة أبسط حقوق المواطنة وطالبوا بإخراجه من الملّة واخرج قسرا من قاعة الامتحانات ومنع من العمل بسبب كتاب عنوانه بـ « امرأتنا في الشريعة والمجتمع » سنة 1930.
واصل النضال وألف كتابا عن إصلاح التعليم الزيتوني تحت عنوان « التعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة » كما صدر له كتاب تضمن أشعاره وآخر تضمّن خواطره، وثلاثتها لم تر النور إلا بعد وفاته وبعد سنوات من الاستقلال.

في هذه الفترة  ألف كتابه امرأتنا في الشريعة والمجتمع وبسبب هذا الكتاب حرم الحداد من الحصول على شهادة الحقوق وطرد من قاعة الامتحان بأمر ملكي لما احتواه هذا الكتاب من تجرأ على ثوابت الدين.  هاجم العلماء والمشايخ والمفكرون بشدة كتاب حداد وكان على رأس منتقديه الشيخ محمد الصالح بن مراد الذي ألف كتابا للردّ عليه بعنوان: « الحداد على امرأة الحدّاد ». والشيخ عمر البري المدني الذي ألف كتابا بعنوان « سيف الحق على من لا يرى الحق »، وتوج هذا الهجوم بفتوى وقعت من لجنة يرأسها العلامة الطاهر بن عاشور وانتهت إلي تكفير الحداد مطالبة السلطة بحجز الكتاب.
كما شنت الصحافة التونسية وبعض الصحف المشرقية حملة شرسة ضد الكتاب وصاحبه، كصحيفة الزهرة والوزير والنهضة، ومن بين عناوين مقالات ما نشر فيها « حول زندقة الحداد » و »موقف الصحافة العربية حول نازلة الطاهر الحداد » و »خرافة السفور » و »أين يصل غرور الملحدين ». بسبب هذه الوقفة القوية من علماء تونس وبعد أن نبذه المجتمع وسخط عليه الشعب التونسي،

- توفي الحداد يوم 7 ديسمبر 1935 ولم يسر في جنازته سوى نقر قليل من اصدقائه . بقيت كلماته ترنّ في الآذان وصدى صوته يتردّد داخل الأنفس إلى أن جاء الاستقلال وتحولت كلماته إلى قوانين ملزمة للأفراد والجماعات وأقيمت له الذكريات وأطلق اسمه على الانهج ودور الثقافة والمساحات العمومية وألفت حوله الكتب ونال وشاح الاستحقاق الثقافي. أصرّ صديقه الصحفي الهادي العبيدي أن يكتب على ضريحه: هذا ضريح شهيد الحق والواجب المصلح الاجتماعي الطاهر الحدّاد،  كما قال عنه عميد الأدب العربي طه حسين بعد الفراغ من قراءة كتابه: لقد سبق هذا الفتى قومه بقرنين.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو