دعا وزير الشؤون الاجتماعية أحمد عمار الينباعي في مداخلة له في الجلسة الاولي للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التي خصصت لدرس ظاهرة الهجرة الى تطوير النظرة الاستشرافية في العمل الدبلوماسي والادارى لتحويل الهجرة الى فرص متاحة للتنمية الوطنية واستكشاف وجهات جديدة للهجرة المنظمة نحو البلدان والتجمعات الاقتصادية الواعدة وملائمة سياسة تطوير الموارد البشرية لحاجيات سوق العمل في دول المقصد وتعرض في هذا السياق الى دور التونسيين بالخارج في التنمية الاقتصادية مشيرا الى أن تحويلاتهم تساهم بنسبة 5 بالمائة في الناتج الداخلي الخام وتقدر مدخراتهم بحوالي 30 بالمائة من اجمالي الادخار الوطني وبين الينباعي أن وزارة الشؤون الاجتماعية ارتكزت في صياغتها للسياسة الوطنية للهجرة على المقاربة الحقوقية والعدالة في الممارسات وعلى انفتاح تونس على محيطها العربي والإفريقي والإسلامي والمتوسطي وكذلك على ادماج الهجرة في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستويات المحلية والجهوية والوطنية وقال ان هذه السياسة ترجمت في الاستراتيجية الوطنية للهجرة 2015-2020 مشيرا الى أن هذه الاستراتيجية تتضمن محاور أساسية هي تعزيز الحوكمة الرشيدة في مجال التصرف في الهجرة وحماية حقوق ومصالح المهاجرين التونسيين وتعزيز الروابط فيما بينهم ومع البلد الام كما تتضمن تعزيز مساهمة الهجرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد الوطني والإقليمي والمحلي والنهوض بالهجرة المنظمة للتونسيين والوقاية من الهجرة غير المنظمة وحماية حقوق المهاجرين الاجانب وطالبي اللجوء واستعرض الوزير في هذا الصدد ما قامت به وزارة الشؤون الاجتماعية في اطار اعادة هيكلة قطاع الهجرة والتونسيين بالخارج من ذلك احداث مجلس وطني للتونسيين بالخارج الذى تمت احالة مشروع القانون المتعلق بإحداثه على مجلس نواب الشعب بعد المصادقة عليه مؤخرا من قبل مجلس الوزراء كما تم بعث المرصد الوطني للهجرة ودعم لامركزية الديوان وتقريب خدماته للأسر المتبقية بتونس من خلال احداث مندوبيات جهوية له في كل ولايات الجمهورية وشدد الينباعي على أهمية تطوير اليات التنسيق بين الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة وكذلك مكونات المجتمع المدني لحماية حقوق التونسيين بالخارج في اطار الاتفاقيات الثنائية والدولية بالإضافة الى تطوير الفضاءات الوطنية بالخارج مثل دار التونسي لتصبح مؤسسات للإشعاع الثقافي وللخدمات الاجتماعية والاقتصادية.