تولت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث سنيا مبارك، يوم الأربعاء 18 ماي 2016، بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف الذي يتزامن مع اختتام فعاليات شهر التراث تدشين المتحف الأثري بالنفيضة الذي أعيد فتحه للزائرين بعد أن شهد خلال السنوات الماضية أشغال صيانة وتهيئة وذلك بهدف ضمان متطلبات وتقنيات العرض المتحفي المعاصرة.

واستمعت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث خلال تجوالها في أرجاء المتحف إلى عرض حول مكونات هذا الفضاء الذي يقع وسط مدينة النفيضة والذي كان في الأصل كنيسة تم افتتاحها لأول مرة سنة 1907.
ويحتوي المتحف الأثري بالنفيضة على مجموعة هامة من لوحات الفسيفساء المسيحية التي عثر عليها بالمنطقة في أوائل القرن العشرين إلى جانب عدد من النقائش الوثنية ومجموعة من الأدوات والأواني المصنوعة من الخزف القديم والمتأتية من حفريات منطقة عين القارسي، كما يتضمن المتحف نصبا وثنية رومانية من النوع الجنائزي أو النذري وعدد من الارحية (جمع رحى) القديمة وبقايا من الزينة المعمارية والأواني الخزفية الرومانية.

وأكدت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث في كلمة بالمناسبة عزم الوزارة خلال الأشهر القادمة على رد الاعتبار للمواقع والمتاحف الأثرية وجعل المسالك المتحفية عنصرا أساسيا في منظومة السياحة الثقافية وفي برامج تثمين المخزون الوطني الهام من التراث المادي واللامادي مشيرة في هذا السياق الى خطة الوزارة إحداث مسلك متحفي في كل ولاية وتأمين الحماية الكافية لكل المتاحف مع موفى السنة الحالية.

كما تطرقت سنيا مبارك إلى الخطة الاتصالية والرقمية التي وضعتها الوزارة قصد تثمين التراث المادي واللامادي مذكرة بالخصوص بالاتفاقية التي أبرمتها الوزارة مع مؤسسة قوقل والتي سيتسنى بموجبها حضور المتاحف والمواقع الأثرية التونسية على الشبكة الرقمية الدولية.

وبينت أن وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية تعمل على تثمين التراث من خلال الانطلاق في القيام بعملية تعداد مختلف مكونات التراث المادي واللامادي لكل ولاية.

وأعربت الوزيرة عن الأسف لعدم وجود تونس ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي أعلنت انه سيتم خلال الايام القادمة دعوة لجنة التراث الثقافي اللامادي للاجتماع قصد انطلاق في اعداد الاجراءات الضرورية لتسجيل عناصر التراث اللامادي التونسي في قائمات اليونسكو للتراث العالمي
وأشارت الوزيرة من ناحية أخرى إلى الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لدفع الشراكة مع القطاع الخاص ومع جمعيات المجتمع المدني في الجانب المتعلق بتثمين التراث المادي واللامادي داعية في هذا السياق الى معاضدة مجهودات الدولة في المساهمة في ترميم وصيانة عدد من المعالم التاريخية المهملة ومن ثمة استغلالها في مشاريع ثقافية.

وتابعت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث اثر ذلك بالموقع الأثري سيدي خليفة من معتمدية بوفيشة مشاهد احتفالية واستعراضية واكبها عدد من السياح الأجانب والتي جسمت جوانب متعددة من مكونات التراث المحلي والجهوي وتضمنت بالخصوص عروضا فلكلورية وفروسية ونماذج من الأكلات والحرف التقليدية.
كما اطلعت بالمناسبة على مكونات الموقع الأثري بسيدي خليفة الذي يضم بقايا المدينة الرومانية  » فرادي ميوس  » التي يعود تأسيسها إلى القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد.