أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، اليوم السبت، خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب أن النهوض بقطاع الكتاب التونسي، كتابة ونشرا وتوزيعا، يمثل اليوم احدى اهم اولويات الوزارة التي تسعى الى ادخال ديناميكية جديدة على هذا القطاع من خلال تشخيص منظومة انتاج الكتاب وترسيخ قيم واليات حسن التصرف والتسيير والحوكمة الرشيدة، بما يساعد على المحافظة على المال العام واحكام توجيه الدعم المخصص لهذا القطاع الى مستحقيه وتوسيع قاعدة المبدعين المستفيدين.

وأشار الى أن مؤتمر اتحاد الناشرين العرب المنعقد مؤخرا بتونس وكذلك مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي استضافته بلادنا منتصف الشهر الجاري مثلا مناسبة لتدارس هذا القطاع الحيوي على المستوى العربي وتبادل التجارب والخبرات بين مهنيي النشر وصناعة الكتاب والمسؤولين عن القطاع الثقافي في البلدان العربية لتدارس سبل تجويد أداء هذه المنظومة وتطوير عملها على جميع المستويات.

   واضاف أن تونس وضعت خلال سنة 2017 برنامج « تونس مدن الاداب والكتاب »، بهدف مصالحة الكتاب التونسي مع القارئ وتشجيع الاقبال على المطالعة واثراء اقتناءات المكتبات العمومية والجهوية باخر الاصدارات، مبينا انه تم خلال هذه السنة تخصيص مليون و300 الف دينار لاقتناء 655 عنوان تونسي استفاد منها68 ناشرا و68 مؤلفا اضافة الى تخصيص 360 الف دينار لاقتناء 23 مجلة ودورية ثقافية.

وبيّن أن وزارة الشؤون الثقافية خصصت خلال هذه الفترة حوالي 900 الف دينار لدعم الورق الموجه لنشر الكتاب الثقافي والفني الفاخر والموجه للطفل، كما ان صندوق التشجيع على الابداع الادبي والفني مول 22 مشروعا بكلفة 381 الف دينار، ملاحظا ان الوزارة ستضاعف الميزانية المخصصة لدعم الكتاب التونسي خلال سنة 2018 لتصبح 2 فاصل 6 مليون دينار مقابل 1 فاصل 3 مليون دينار سنة 2017.

وفي باب دعم حضور الكتاب التونسي في المعارض والتظاهرات الدولية، لفت الوزير إلى أن تونس شاركت خلال سنة 2017 في 11 معرضا خارجيا وشحنت نحو 12 طنا من الكتب التونسية وذلك من منطلق الحرص على التعريف بالكتاب والكاتب التونسي وتعزيز حضور تونس في هذه الصالونات.

وعلى المستوى الوطني، تضطلع ادارة الكتاب بوزارة الشؤون الثقافية بدور محوري في توزيع الكتاب التونسي على شبكة المكتبات الجهوية والمحلية، حيث توفر الادارة 80 في المائة من حاجيات هذه المؤسسات الثقافية الجهوية وغيرها من الجمعيات الثقافية ودور المطالعة بالمدارس الابتدائية والتعليمية والوحدات السجنية.

 كما تحدث محمد زين العابدين، بالمناسبة، عن حرص الوزارة على اعادة الاعتبار لمنظومة الجوائز الوطنية للابداع والعمل على تطويرها بما يليق بالمبدع والمثقف التونسي وذلك من خلال تصور جديد ومغاير (يوم وطني مثلا) يساعد على حفظ كرامة المثقف التونسي المعنوية والاعتبارية.

وحول ما اصطلح على تسميته بقضية « الفساد في المركز الثقافي الدولي بالحمامات »، قال الوزير إن مصالح الوزارة وتحديدا التفقدية العامة بها حريصة على دعم اليات الرقابة والشفافية دون استثناء، وصلب جميع المؤسسات الراجعة لها بالنظر مركزيا وجهويا وفى حالة هذا المركز فان الامر يتعلق « بشبهات حسن تصرف وغياب الحوكمة » وليس ب »فساد » على حد قوله، مشيرا الى ان ملف التصرف في المركز هو الان من مشمولات لجنة تحقيق التي ستنشر نتائجها قريبا.

وات