انتظمت اليوم الإثنين بمقر الإتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، ندوة فكرية بعنوان « دور النقابات في مكافحة الفساد »، حضرها ممثلون عن النقابات الأساسية بالجهة وعدد من الناشطين في المجتمع المدني والخبراء.

وتطرقت الندوة من خلال عدد من المداخلات إلى المسؤولية النقابية في الحد من تفشي ظاهرة الفساد والأدوار التي يمكن أن تنهض بها هياكل الإتحاد في التوعية بأهمية هذا الجهد والتعريف بالتشريعات والقوانين الصادرة في الغرض.

وفي كلمته بالمناسبة قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، شوقي الطبيب، « إن الاتحاد العام التونسي للشغل، انطلاقا من دوره الوطني الذي تشهد عليه عديد المحطات التاريخية وتواصلا مع هذا المسار، ينخرط اليوم في هذه المعركة التي تخاض ضد الفساد والمفسدين، تعزيزا لثوابت الدولة الديمقراطية التي لايمكن أن تتوطد أركانها إلا بتكريس مبادئ الشفافية والحوكمة الرشيدة والقطع مع كل أشكال الفساد الذي بات يشكّل خطرا حقيقيا على استمراريتها ».

وذكّر الطبيب بأن إتحاد الشغل كان من أول المنظمات التي أمضت مع الهيئة اتفاقية شراكة وتعاون في هذا الخصوص، تبعتها أيام تحسيسية في كامل تراب الجمهورية، إلى جانب عقد ندوات جهوية، على غرار هذه الندوة التي تندرج في إطار « تنمية قدرات الكفاءات النقابية في الحوكمة ومقاومة الفساد ».

كما اعتبر أن « الإقتصاد الموازي الذي وصلت نسبته إلى أكثر من 52 بالمائة، يعد مؤشرا خطيرا على استفحال هذه الظاهرة وخطورتها في الوقت ذاته، إذ أنّ المعايير الدولية ومكاتب الدراسات تؤكد أنه إذا تجاوزت هذه النسبة ما قدره 25 بالمائة، فذلك ينذر بإمكانية تواطؤ أجهزة الدولة وهو ما يتطلب مجهودا مشتركا لتكريس ثقافة جديدة تقطع مع منظومة الفساد والإفساد وتكرّس فعليا آليات المتابعة والرقابة والمحاسبة وعدم الإنتقائية ».

من جهته لاحظ الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفّي، أن هذه الندوة تأتي تتويجا لخطة العمل المشتركة بين الهيئة والإتحاد في مقاومة ظاهرة الفساد، انطلاقا من أن « تكريس العدالة الإجتماعية يمرّ حتما من بوابة تأمين عدالة جبائية ومحاربة ظاهرة التهرّب الضريبي وتأسيس قيم الشفافية والنزاهة وتقديس قيمة العمل والمرور إلى التكريس الفعلي لهذه القيم ».

وقال إنه « لا حصانة نقابية للفاسدين وأن القيم التي تأسّست عليها المنظمة الشغيلة لا تلتقي مع هذه السلوكات والممارسات، بل تتناقض معها جوهريا »، معتبرا أن « النقابي لا بد ان يكون مثالا في النزاهة والتصرف الرشيد وعينا على مؤسسات الدولة، ضمانا لديمومتها واستمرارها ».

ويتضمن برنامج الندوة التي تنتظم كامل اليوم بالتعاون بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والإتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، مداخلات لمختصّين وخبراء حول التشريعات الجديدة في مجال مكافحة الفساد، على غرار قانون حماية المبلّغين والتصريح بالمكاسب وتضارب المصالح وحوكمة المؤسسات والمنشآت العمومية والمسؤولية النقابية في تكريس هذه المبادئ، فضلا عن تركيز مكتب قار لتلقّي التصاريح بالمكاسب على عين المكان.

وات