نظم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت، يوم 8 أكتوبر القادم، منتدى فكريا بعنوان « معركة الجلاء وذاكرة الوطن » وذلك بالتعاون مع المندوبية الجهورية للتربية وبمشاركة معهد تاريخ تونس المعاصر وجمعية بنزرت للسينما وودادية قدماء معاهد بنزرت.
وتنطلق هذه التظاهرة بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحا مع « لقاء الوفاء : مؤرخ وذاكرة » كلمسة وفاء للمؤرخ والباحث الراحل محمد الطاهر المنصوري الذي ساهم في إثراء الكتب المدرسية التاريخية وفي تكوين مجموعة من المؤرخين الشبان. وسيقدم مدير معهد تاريخ تونس المعاصر، فوزي محفوظ ومدير المعهد الوطني للتراث، فتحي البحري ورئيس جامعة منوبة شكري المبخوت كلمات وشهادات، بهذه المناسبة.
ويكون الموعد إثر « لقاء الوفاء » مع جلسة علمية بعنوان « معركة الجلاء…تاريخ مفتوح للقراءة والتأويل » سيقدم خلالها عدد من الجامعيين مداخلات مشفوعة بنقاش، تندرج ضمن مقاربات منهجية لتاريخ معركة الجلاء.
ويلقي الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة عادل بن يوسف محاضرة بعنوان « معركة بنزرت في الأعمال الأدبية والفنية في تونس ما بعد 1961″ في حين يقدم العميد المتقاعد من الجيش الوطني، توفيق عياد مداخلة بعنوان « هل كان للزعيم الحبيب بورقيبة نية إعلان حرب في بنزرت من وجهة نظر عسكرية؟ ». ويتخلل هذه المداخلات عرض مقتطف من تغطية مصورة لحرب بنزرت.
ويتم خلال الجلسة العلمية الثانية بعنوان « معركة الجلاء … وذاكرة الوطن » التي تنطلق بعد ظهر السبت 8 أكتوبر القادم تقديم مقاربات تاريخية لمجالات المعركة والمشاركين فيها ولامتدادها الزمني ولجوانبها المسكوت عنها ولمختلف أحداثها وشخصياتها من خلال ثلاث مداخلات، الأولى بعنوان « تأملات وملاحظات حول معركة بنزرت » للأستاذ عبد الواحد المكني، نائب رئيس جامعة صفاقس والثانية بعنوان « من 19 جويلية إلى 15 أكتوبر : الاحتفالية والتوظيف السياسي » للأستاذ علي آيت ميهوب من معهد تاريخ تونس المعاصر.
أما المحاضرة الثالثة فيلقيها الأستاذ عبد المجيد بالهادي وهي بعنوان « 1975 – 1961 : الاختيارات الاقتصادية للحكومة كمدخل لمعركة بنزرت ».
وتتضمن الجلسة العلمية الثالثة التي تنطلق على الساعة الخامسة والنصف مساء من اليوم نفسه، تقديم مشروع المنتدى الذي يحمل عنوان »مكتبة الجلاء » وهو مشروع ثقافي فكري يقوم على وحدة مكتبية متنقلة تعتمد محامل ثقافية وتربوية عديدة تخدم مشروع المحافظة على الذاكرة الوطنية وتنمية المعارف المتصلة بتاريخ تونس.
ويرمي هذا المشروع إلى إدراج كل المداخلات والشهادات حول معركة الجلاء ضمن العدد 29 من المجلة الشهرية المستقلة « الفكرية » وضمن ركن المتابعات الخاصة بمجلة الحياة الثقافية وتعميمها على كل المؤسسات التربوية والثقافية بالجهة إلى جانب إنتاج معرض صور يتضمن حوالي 100 لوحة معنونة وتتضمن بيانات وصفية دقيقة حول أحداث المعركة.
ويمثل المنتدى الفكري احتفالا سيجدد تنظيمه سنويا بمناسبة ذكرى معركة الجلاء التي تخلد أحداثا تاريخية هامة في مسيرة التحرر الوطني ليضم أربعة محاور قارة . ويقترح المحور الأول تكريم رجل تاريخ وفكر في إطار لمسة وفاء لمؤرخ أسهم بكتاباته في إثراء أدبيات المعركة ورصيدها الوثائقي والتاريخي فيما يتعلق المحور الثاني الذي يتخذ صبغة منهجية وتاريخية بتقديم قراءات وتأويلات لمعركة الجلاء وللأحداث الوطنية التاريخية بصفة عامة. ويقدم المحور الثالث إثراءات شهود عيان وروايات لعدد ممن عايشوا الأحداث ووصفوها وتناقلوا تفاصيلها من جيل إلى جيل. ويهتم المحور الرابع باقتراح مشروع توثيقي تنموي يؤسس لمكتبة الجلاء التي تعد وحدة معرفية لكل ما كتب حول المعركة لتفتح نافذة للتواصل مع الجهات الأخرى باعتبار أن المعركة شاركت فيها مختلف جهات تونس.

وات