نظمت الجمعية التونسية للتربية والثقافة يوم الأحد بمدينة العلوم بتونس ندوة علمية تحت عنوان « العربية بين المؤسسة التعليمية والحياة العامة » وذلك على هامش الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي وضع هذه السنة تحت شعار « تعزيز انتشار اللغة العربية ».
وتضمن برنامج هذه الندوة مجموعة من المداخلات العلمية التي بحثت موقع اللغة العربية بين لغات العالم والتحديات التى تواجهها فى المناهج التعليمية وفى الحياة العامة.
وفى هذا الاطار قدم الاستاذ محمد صلاح الدين الشريف محاضرة بعنوان « العربية، ما هي، ولماذا الاهتمام بها » تناول فيها بالبحث السيرورة الطبيعية والانتروبولوجية للغة العربية وفند فيها بالخصوص المزاعم التى تتحدث عن مخاطر جمة تهدد هذه اللغة، ومنها خطر الاضمحلال والتلاشي مؤكدا أن مستقبل اللغة العربية يبقى حتما أفضل من حالها اليوم شريطة العمل على تعزيز مكانتها بين مختلف الألسن، وحمايتها من كل أشكال التغييب والتهميش وذلك من خلال تعميق البحوث العلمية فى قطاع اللغة العربية بما يتيح لها التعاطي الجيد مع المعلومات ومع المعارف العلمية بوجه عام.
وأوضح أن اللغة العربية قادرة على منافسة أكثر اللغات تأثيرا فى العالم (الانقليزية فالفرنسية فالاسبانية فالروسية) وأنه بوسعها أن تغادر مرتبتها الخامسة حاليا نحو الأفضل إذا ما توفق اللسانيون واللغويون العرب فى تجاوز الهنات العديدة التى تعاني منها اليوم هذه اللغة على مستوى المؤسسة التعليمية وفى الحياة العامة، قائلا « إن نقطة ضعف اللغة العربية هي أصحابها ونظرتهم للأمور وللتحديات التى تواجهها فى هذا العصر المتحول والمتغير باستمرار ».
وتم بالمناسبة التأكيد على أهمية المسؤولية الأخلاقية والتاريخية الموكولة إلى اللغويين العرب فى تهيئة الظروف الملائمة لدعم انتشار اللغة العربية فى العالم أولا، من خلال تحديثها وإثرائها وتدقيق معانيها ومدلولاتها بما يجعلها أكثر ملاءمة مع الحاجيات المتنامية لمختلف استعمالات اللغة فى النشاطات العلمية والتكنولوجية والأكاديمية وفى الحياة العامة.
وشدد بعض الحضور على أهمية تعزيز جهود البحوث العلمية فى مجال اللغة العربية وتكثيف التعاون والتنسيق بين اللغوين العرب وإحداث صندوق عربي للبحث العلمي فى مجال اللغة واللسانيات العربية وإصدار الدوريات العلمية والمختصة وتنفيذ مشاريع مشتركة فى الغرض بين الباحثين العرب.
