التصوف السني ودوره في التربية الروحية والسلم الاجتماعي من خلال سيرة العلامة التونسي ابراهيم الرياحي عنوان ندوة نظمتها جمعيتا العلم والإحسان و اتحاد الطرق الصوفية بتونس يوم السبت بالعاصمة.
وقال رئيس اتحاد الطرق الصوفية بتونس حسن بوعبد الله أن التصوف يعد تربية روحية ترتقي بالإنسان المريد الذى يقبل اراديا على المنهج الصوفي الى مدارج المعرفة وحسن المعاملة مما يحقق السلم الاجتماعي وهو ما نفتقده في هذا الوقت .
وأضاف أن الزوايا الصوفية لعبت دورا فعالا في تعليم العلوم الشرعية وفي تحفيظ القران فضلا عن الجانب الاجتماعي المتعلق بالتعاون والتضامن والتاخي والتقارب بين أفراد المجتمع ومثلت فضاءات تخرج من رحابها عدد من علماء الدين على غرار الشيخ ابراهيم الرياحي .
وشدد بوعبد الله على أهمية المعاملات الانسانية في الطرق الصوفية التي لا تعتمد التكفير مشيرا الى أن هذه الطريقة تقوم على المبدأ السني المسلم من سلم الناس من يده ولسانه على حد تعبيره.
كما أكد المتحدث على دور الصوفية في نشر الرحمة بين العباد عن طريق التيسير وهو المنهج الذى سار على دربه العلامة ابراهيم الرياحي الذى لم يكن زاهدا معتزلا عن الناس وإنما اضطلع بدوره كفاعل في الحياة الاجتماعية فتولى التدريس وتوجه الى المغرب الاقصى بطلب من حمودة باشا سنة 1804 لطلب المؤونة بعد مرور تونس بفترة مجاعة وعاد بالطلب المنشود حسب توضيحه.
وتوجه العلامة ابراهيم الرياحي سنة 1838 الى اسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية لطلب اعفاء تونس من دفع الضرائب بسبب المجاعة والجفاف.
ومن جهته ذكر الباحث في الفكر الصوفي الاستاذ رضوان ينبعي من الجزائر أن سيرة الشيخ الصوفي ابراهيم الرياحي من الجوانب الانسانية والعلمية والديبلوماسية حفلت بأعمال خلدت ذكراه مشيرا الى أن هذا الشيخ الفقيه والقاضي والمؤلف والشاعر والإمام التونسي انتهج التصوف باعتباره مسالة روحانية تعكس الجمال الحقيقي الذى يسمو بالإنسان الى مستويات عليا.
تجدر الاشارة الى أن الشيخ ابراهيم الرياحي الذى ولد سنة 1767 بتستور وتوفي بتونس سنة 1850 هو علامة زيتوني وشيخ أشعرى مالكي انتهج الطريقة التيجانية الصوفية وترك مصنفات عدة من ضمنها ديوان خطب منبرية ومنظومة في علم النحو وشرح الخزرجية في علم العروض وديوان شعر مرتب على حروف الهجاء وغيرها.