« كيف يمكن أن يكون المسرح علاجا للتداعيات النفسية لدى النساء ضحايا العنف »، ذلك هو الإشكال الذي تطرق له اليوم الجمعة  27 اكتوبر بمركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) ثلة من المسرحيين والمختصين على هامش فعاليات المهرجان الدولي « مرا » للمسرح النسائي وبالتعاون مع جمعية « العنقاء ».

وتباحث الحاضرون بالمناسبة كيفية توظيف التعبيرات المسرحية للتغلب على صدمات العنف وما ينتجه من اضطرابات نفسية تخل بالتوازن الذهني والعاطفي لدى المرأة، وذكروا في هذا السياق بأبرز الإحصائيات والاستنتاجات الواردة بالدراسة التي أعدها مركز الكريديف مؤخرا حول « العنف المبني على النوع الاجتماعي في الفضاء العام ».

وأجمع المشاركون في هذه الندوة على أهمية نشر تجربة المسرح العلاجي داخل الجهات وفي المراكز المعنية بمناهضة التعذيب ضد المرأة نظرا لما توفره من نجاعة وفاعلية في التقليص من الإفرازات العدائية وحالات الخوف والانعزال التي تعاني منها نسبة هامة من النساء المعنفات، وذلك من خلال فسح المجال أمامهن للتعبير والبوح عما يخالجهن من آلام بلغة المسرح وعلى خشبته التي من شأنها أن تكون بمثابة وسيلة لإفراغ شحنات التوتر والاضطراب النفسي.

وفي تناولهم لمفهوم العلاج المسرحي أو ما يعبر عنه ب »السيكودراما »، بين المحاضرون أن هذه النوعية من العلاج تخضع لتشخيص علمي يبحث في سلوكيات الضحية لتحديد طبيعة التأثيرات التي لحقت بها بعد تعرضها للعنف والتي عادة ما يغلب عليها الإحساس الدائم بالخوف واستباق الأذى من الآخر مما ينتج سلوكا عدائيا أو حالة عزلة حادة.

ودعا المشاركون في هذا اللقاء إلى ضرورة خوض تجربة المسرح العلاجي داخل السجون والإصلاحيات في إطار دعم النهوض بالوضع النفسي للسجينة أو السجين لتيسير إعادة اندماجه فيما بعد في المجتمع.

وات