اش جمهور مهرجان المدنية بمنوبة مساء امس الاربعاء على ايقاعات « القيثارة » تجلت فيها عمق الكلمة التونسية الاصيلة عبر إطلالة ممثزة للفنانة الصاعدة روضة بن عبد الله التي أدت مختارات من المدونة التراثية الممزوجة بروح شبابية متجددة .
وقدمت الفنانة التونسية باقة من أغانيها بطابعها الآدائي الخاص في فضاء قبة النحاس فكانت الكلمات والمعاني تحاكي الزمن والوطن والذات بأسلوب سردي بديع تتفارق فيه الأحزان والآمال .
وبأنماط موسيقة متنوعة، استحضرت روضة جمال الاغنية التونسية الاصيلة والاغنية التراثية فأخرجتها من قوالبها التقليدية ومزجتها بالإيقاعات الغربية المعاصرة .
فمن « يا خالي يا مولى الجمل يهدر » إلى « انادي انادي » تنتقلت روضة بن عبد الله إلى » الي فات » و »دانه دنه » ويا شبابة » حاملة جمهورها في رحلة رومانسية مع الحب و العواطف الجياشة التي سرعان ما تطورت إلى نوبة شجن مع اغنية « علاش علاش »و « مية » التي اختزلت فيها معاناة كل امراة اختارت النضال طريق منيرا لدربها رغم الوجع والانكسارات الروحية.
تقاسمت الفنانة مع جمهورها في هذا العرض الاحلام والهواجس وشدت هاربة بين النغمات مقدمة أعذب ما لديها من إحساس فني.
غنت روضة وبرهنت على أن المخزون الفني التراثي هو سجل خالد في الذاكرة، وأنه سيظل ودون هوادة يحاول الخروج إلى المشارف الحياتية في صوره المتعددة كموروث يحمل رؤية الاخرين لأصوله ويثبت أقدام الاجيال الصاعدة.
وفي ختام السهرة قالت الفنانة في تصريح لـ »وات »، إنها التقت جمهورها بمنوبة مع فرقتها الشبابية لاول مرة و وفوجئت بوجود مختلف الشرائح العمرية للاستمتاع بأغانيها وبمدى تفاعلهم مشيرة إلى أن العدد لم يعنيها بقدر تفاعل الحاضرين الذين تمرد اغلبهم عن الأنماط السّائدة في الاغنية وشنفوا اذانهم بايقاعات الأغنية النّاشئة ورجّات الصوت المتحررة في هذا الفضاء التاريخي الجميل.
من جهته اعتبر المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بمنوبة مراد عمارة في تصريح لـ »وات » أن حفل روضة بن عبد الله وباقي العروض الشبابية المجددة للموسيقى التونسية، كانت رهان الدورة الجديدة لمهرجان المدينة في منوبة وذلك حتى يكون فسحة لأصواتهم لمزيج الثراث التونسي برؤية فنية حديثة تكشف أسرار الموسيقى بين الموروث والواقع .
