نظم منتدى الفكر التنويري التونسي اليوم الاثنين بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة، ندوة فكرية لتكريم شاعر وعلم من أعلام الثقافة في تونس جلال الدين النقاش وذلك إحياءً للذكرى الثلاثين على وفاته، شارك في تأثيثها نخبة من الباحثين والشعراء.
استهل الأستاذ أحمد الطويلي سلسلة مداخلات الندوة بالحديث عن عصر جلال الدين النقاش وشعره. وقال في الجلسة الفكرية الأولى التي أدارتها الدكتورة جليلة طريطر، إن النقّاش تلقى تعليمه على أيدي مشايخ الزيتونة. وصادق نخبة من المفكرين والأدباء على غرار محمود بورقيبة ومصطفى خريف، فتوطدت العلاقة بينهم ولم يبلغوا العشرين من العمر.
وأضاف الأستاذ أحمد الطويلي أن الشاعر تألق في الفترة الذهبية للأدب التونسي في فترة ما بين الحربين، وقد كان له دور في ازدهار الحياة الأدبية والفكرية، حيث اختلط بالأدباء والفنانين والمسرحيين من ضمنهم خميس الترنان والصادق ثريا وشافية رشدي وحسيبة رشدي وعُليّة وعبد العزيز العقربي.
واعتبر أن مؤسسة الإذاعة التونسية التي تأسست سنة 1938 ساهمت في ازدهار الحياة الثقافية وأخذت على عاتقها نشر الأغنية التونسية، ولذلك راجت الأغاني التي ألفها جلال الدين النقاش. كما تحدّث عن مؤسسات أخرى ساهمت في نشر الإنتاج الأدبي ذكر من بينها الجرائد والمجلات التونسية على غرار « الثريا » و »العالم الأدبي » و »المباحث » و »العمل ».
ويرى المتحدّث نفسه أن النشاط المسرحي زاد الشاعر إشعاعا في الحياة الثقافية، إذ كتب النقّاش أعمالا مسرحية بالعربية الفصحى وباللهجة التونسية على غرار « المأمون العباسي » و »عصر المأمون » و »الجاسوسة تبر ». كما تألق أكثر بعد الاستقلال، فألف النشيد الوطني التونسي « ألا خلّدي » وهي قصيدة تم اختيارها من ضمن 50 ملفا مترشحا، وفق الأستاذ أحمد الطويلي الذي أضاف أن النقّاش تميّز أيضا في مشاركاته في المهرجانات والعكاظيات الشعرية وفي مدح الرئيس الحبيب بورقيبة.
وفي حديثه عن المضامين الشعرية للنقّاش، بين الأستاذ أحمد الطويلي أن الشاعر اهتم في جانب كبير من شعره بالدعوة إلى طلب العلم وتحصيل المعرفة. كما كتب عن مخلفات الاستعمار من بؤس وفقر. ورثى أبا القاسم الشابي وعلي بن عياد وآخرين.

وات