البث الحي

الاخبار : الاخبار

bbbbbbbbb

معرض تونس الدولي للكتاب: باحثون ومختصّون في فن الموسيقى يطرحون مواقف متباينة حول مسألة « النقد الموسيقي »

من يكتب للموسيقى؟ ماذا يكتب؟ وما هو مجال النقد الموسيقي؟ أسئلة حاول باحثون مختصّون في الموسيقى الإجابة عنها في ندوة بعنوان « النقد الموسيقي في تونس »، انتظمت مساء الاثنين بقصر المعارض بالكرم، وأدارها الإعلامي، سفيان العرفاوي، وأثثها الأساتذة سمير بشة وأنيس المؤدب وعائشة قلالي وعلي سعيدان، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب التي تقام من 5 إلى 14 أفريل الحالي.
استهلّ الأستاذ علي سعيدان سلسلة المداخلات بتأكيده على أنه « لا وجود لتقاليد في النقد الموسيقي في تونس والعالم العربي »، معللا مذهبه بكون « هذه التقاليد غير نابعة من مدارس واتجاهات موسيقية مختلفة ». واعتبر أن « النقد الموسيقي ظلّ انطباعيا، لأن الموسيقى بدورها انطباعية ومازالت حدسية وغير مبنية بطريقة علمية ».
واستعرض في مداخلته بالخصوص السياق التاريخي للنقد الموسيقي في تونس، مبينا أن الموسيقى التونسية كان لها مصدران رئيسيان: يتمثّل الأول في « أغاني سيدي مردوم »، وهي متداولة بكثرة في الحانات حيث يتكاثر العازفون والمغنون من اليهود الذين تتلمذ عليهم عدد كبير من العازفين. أما المصدر الثاني، وفق المتحدث، فإنه يتمثّل في ما كان يُتداول في الزوايا، مثل موسيقى المالوف، التي تُعتبر من المدوّنة الأندلسية. ولاحظ أن هذيْن المصدريْن كانا وراء بناء مدوّنة موسيقية في الثلاثينات بألحان تسمّى بـ « الطبوع التونسية ».
موقف الأستاذ علي سعيدان، الذي يعتبر الموسيقى انطباعية، استبعده الأستاذ سمير بشّة، مدير المعهد العالي للموسيقى بتونس، الذي أكد أن « الموسيقى عملية معرفية »، وأن « الأصوات التي ننتجها عملية فكرية لها خلفياتها ».
وتحدّث الأستاذ بشّة، عن أهمية إعادة النظر في مفهوم الموسيقى، مبيّنا أن المقاربات مختلفة، وهي إما تاريخية، أو سوسيولوجية، أو ثقافية. وأشار إلى أن « الموسيقى تتجاوز مجرد السلالم أو الطبوع أو المقامات »، موضحا أن للموسيقى تعبيرات متنوعة في جميع الثقافات.
وأكد حاجة الفن الموسيقي إلى العلوم السوسيولوجية والتاريخ والأنثروبولوجيا والفلسفة « لأن الموسيقى غير قادرة على العيش بمفردها ».
ولاحظ الأستاذ سمير بشة أن النقد الموسيقي يتم غالبا التعويل فيه على صحفيين غير متخصّصين، غير أنه لفت، في تبريره وتفسيره للوضعية القائمة في هذا الضرب من الكتابة، إلى أن الصحفي يتوجه بمقاله للعموم ويحرص، من هناك، على تبسيط المفاهيم الموسيقية.
ودافع المتحدث بقوّة عن اعتماد مصطلح « الموسيقى في تونس » لا « الموسيقى التونسية »، مفسّرا هذا الموقف بتنوع الأنماط الموسيقية في تونس ك »الراب » و »الموسيقى الكلاسيكية » و »الجاز » و »المالوف » و »الموسيقى الشعبية ».
ومن جانبها، قالت الدكتورة عائشة قلالي، إن من يكتب عن الموسيقى في تونس اليوم هم من « غير المتخصّصين » في المجال الموسيقي، معتبرة أن الصحفيين « ليست لهم دراية كاملة بالموسيقى ». وأضافت أن النقاد غير المختصّين في الشأن الموسيقي « يُنتجون تراكيب مبهمة لا معنى لها ».
وشددت الدكتورة عائشة قلالي التي سبق لها أن ألّفت سنة 2017 كتابا بعنوان « تجربة النقد الموسيقي في تونس » صدر عن دار « سوتيميديا للنشر والتوزيع »، والمخبر الوطني للبحوث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية، ومركز تونس للمنشورات الجامعية في العلوم الموسيقية، على أن قراءة العمل الموسيقي تتطلّب معرفة بمناهج الجمالية الموسيقية التي سيبني بها الناقد مقاله، داعية إلى الاهتمام بالنقد الموسيقي وتدريسه في الجامعة.
أما الأستاذ أنيس المؤدب، مدير مركز الموسيقى العربية والمتوسطية « النجمة الزهراء »، فقد أكد في مداخلته على « ضرورة التفريق بين البحث الموسيقي والنقد الموسيقي »، مُبينا أن « علم الموسيقى يَعتبرُ موضوع الموسيقى علما أنثروبولوجيا وسوسيولوجيا بالأساس، أما النقد الموسيقي فينظر إلى الموسيقى على أنها فن ».
ويعمل الناقد الموسيقي، وفق الأستاذ المؤدب، على « إنتاج معايير جميلة للموسيقى، في حين ينظر الباحث الموسيقي إلى الموسيقى كأداة لفهم الإنسان »، معتبرا أن ما يجمع بين الباحث والناقد في الموسيقى، هو « فلسفة الموسيقى ».

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو