البث الحي

الاخبار : الاخبار

48355308_966024626937284_1421620607174311936_n

مسرحية « ذاكرة قصيرة »: رحلة في أعماق الماضي المنسي للتونسيين

ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية قدم المخرج التونسي، وحيد العجمي، أمس الجمعة، بقاعة الريو بالعاصمة، انتاجه الجديد « ذاكرة قصيرة »، تمثيل لبنى نعمان، ونهلة زيد، ورضا جاب الله، وخالد الفرجاني، وإنتاج إلهام الشريف.
تتداخل أحداث هذه المسرحية بين حقبتين مفصليتين من تاريخ تونس الاولى بعيد الاستقلال، مرحلة بناء الدولة التونسية الفتية والتي تميزت اساسا باحتدام صراع الزعامات السياسية بين بورقيبة وبن يوسف، والثانية الفترة التي سبقت وتلت احداث الثورة التونسية وتنامي حالة الانقسام بين التونسيين الذين فوجئوا بما حصل وقتها وبروز اشكال جدية من الصراعات السياسية والفكرية، حقبتان تتشابهان في الحيثيات وفي الكثير من النتائج.
فعل « النسيان » كان السمة الابرز في احداث المسرحية، بداية من العنوان « ذاكرة قصيرة » وفيه دلالات رمزية وعميقة في فترة تاريخية عسيرة تمر بها البلاد، فضلا عن أن المخرج جعل من شخصيات المسرحية تدور في فلك « النسيان »، نسيان أحداث وسلوكات ومواقف عاشوها في خضم احداث الثورة التونسية.
« محسن » (خالد الفرجاني) وشى بوالده للامن ونسي ذلك، ونسي أيضا انه زرع « نزهة » التي تجسد دوها الفنانة لبنى نعمان بين صفوف المعتصمين بساحة القصبة لتكون عينه وأذنه هناك، محسن ضبط « نزهة » متلبسة بفعل المكروه مع والده في المستشفى، « نزهة » نسيت ايضا انه تم زرعها وسط المعتصمين من قبل البوليس، ونسيت أن « الجيلاني » والد ابنها هو والد عمران زوجها (رضا جاب بالله)، ومريم (نهلة زيد) الصحفية تنسى بدورها مهنة المتاعب وتغوص في حياة الملاهي والسهر.
هكذا جعل وحيد العجمي « النسيان » عاملا محوريا في بناء أحداث المسرحية، كوميديا ساخرة انتقد فيها المخرج الوضع التونسي الراهن و »ثورجية  » الانسان التونسي حاليا وتناسيه لأخطاء الامس وتداعياتها على هذا الوضع الراهن.
في هذا العمل، يطوف المخرج بشخصياته واحداثها من مكان لآخر، من ساحة القصبة التي احتضنت اكثر من اعتصام عقب سقوط نظام بن علي الى قصر قرطاج وسجن المرناقية، يسائل الزمان والمكان عن بعض الاحداث التي تعاقبت على اديم هذه الامكنة، ومحاولا اختراق جدار بعض تفاصيل هذه الاحداث التي غيرت الكثير في حياة التونسيين.
ورغم النسق التراجيدي لأحداث المسرحية فان المخرج انتصر في نهاية المسرحية لروح الامل والتفاؤل بتجاوز سوداوية الوضع الراهن الى افق رحب يلتقي فيه جميع التونسيين وفيه يتعايشون بكل تحابب وتآخ.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو