البث الحي

الاخبار : مسرح

img

مسرحية « دولاب » لحمادي المزي: طرح دراماتورجي لقضايا الفساد والتهريب وعلاقتها بالسلطة

قدم المخرج المسرحي حمادي المزي عمله الجديد « دولاب » (النار الباردة)،  بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، وهي مسرحية من إنتاج دار سندباد بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وأداء يحيى فايدي ونادر بلعيد وأنس همامي ومروان ميساوي وصالح الظاهري ومروان الشارني.
دام العرض 50 دقيقة، وتدور أحداثه حول كهل في عقده الخامس ينشط في مجال التهريب، وتجمعه علاقة متوترة بالأبناء والزوجة، نتيجة قبوعه 15 سنة في السجن بسبب جريمة قتل، لكن في المقابل تجمعه علاقة متينة مع صديق له كان قد تعرف عليه في فترة سجنه.
تهتم المسرحية في القضية الرئيسية بأخطبوط التهريب والفساد في علاقته برأس السلطة، وهي سلطة ممثلة في الأب جبريل التي جسدها الممثل نادر بلعيد. أما بقية أفراد العائلة فهي رمز للمجتمع بمختلف مكوناته منها المتدين والفنان والرياضي.
وتمثل العائلة في رمزيتها للدولة، فهي مهددة بالانقسام والتشتت والانهيار بسبب فيروس التهريب والفساد الذي ينخرها من ناحية، وكذلك بسبب التشتت الفكري والايديولوجي الذي أنتج صراعا بين أفرادها كاد يودي بها إلى الانهيار لولا تدخل الأم في كل مشكلة لتعيد التوازن للعائلة.
في العائلة أب فاسد عنيد منفرد برأيه، تظهر عليه علامات القسوة والانفعال، ديكتاتور وعنيف، علاقته بالآخرين عمودية تقوم على الغطرسة والتجبر وتقييد الحريات. وغير بعيد عن خصال الأب، تظهر المسرحية شخصية العم، وهو متشدد ديني ويسعى لفرض أفكاره على الجميع. وبين سلطة الأب الديكتاتور والعم المتشدد دينيا، يحاول ابنان تحقيق ميولاتهما في الفن والرياضة، فيجدان صدا منهما.
وللتعبير عن هذه القضايا، اهتم المخرج بالعناصر السينوغرافية المؤثثة للعرض من إنارة وموسيقى وديكور، فصمم ممرات ضوئية على الركح، ويبرز في كل ممر منها حبل معدني تعلقت به صناديق، يحركها الممثلون لتصوير عملية التهريب. كما استغلها المخرج في مشاهد أخرى وعلق عليها ستائر من أقمشة بيضاء وظفها في عديد التقنيات منها خيال الظل.
تكمن طرافة مسرحية « دولاب » (النار الباردة)، في تطرقها لقضية محورية هي التهريب والفساد، لكن العمل لا يخلو من بعض النقائص التي ينبغي مراجعتها في العروض القادمة، وفي مقدمتها أداء الممثل نادر بلعيد الشخصية البطلة في المسرحية، إذ استأثر بالنص والركح ما جعل العمل غير متوازن من ناحية توزيع الأدوار. كما بدا أداؤه مبالغا جدا في القسوة والعنف وكذلك في التحرك على الركح، وانعكس ذلك على عملية النطق التي لم تكن واضحة بالقدر الكافي، أما الصوت فكان صادرا من الحنجرة ومزعجا للسامعين، وهو ما يتعين عليه مزيد البحث في تقمص الشخصية.
أما أحداث المسرحية، فهي تحتاج إلى مزيد إحكام الربط بينها، وإلى إبراز سيرورتها المنطقية نحو الذروة وموت الأب، ثم تسلم المتشدد السلطة من بعده.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو