البث الحي

الاخبار : مسرح

theatre11

مسرحية « الصبيّة والموت » لسميرة بوعمود تتطرّق إلى مسألة العدالة الانتقالية في تونس

واكب روّاد الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية، مساء الأربعاء 13  ديسمبر  بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة، عملا مسرحيّا بعنوان « الصبيّة والموت » للمخرجة سميرة بوعمود، التي اقتبست نصه عن الكاتب « دانيال دورفمان » وترجمة رضا بوقديدة. وإنتاج شركة « نقطة وارجع للسطر ».

تنطلق أحداث المسرحية التي جسدتها كلّ من الممثلة هناء شعشوع والممثلين عاصم بالتوهامي وجهاد يحياوي، من قصة اعتقال فتاة واغتصابها في مركز للإيقاف من قبل أحد الأطباء في الفترة التي سبقت الثورة، ولكن هذه المرأة تتمكن من التعرف إلى صوت مغتصبها، بعد الثورة وأثناء الفترة الانتقالية للبلاد، بعد أن ساعد الطبيب (مغتصبها) زوجها، الذي عيّن على رأس هيئة حقوقية لتقصي جرائم التعذيب، في الوصول إلى المنزل إثر تعطّل سيارته. فتقرّر الانتقام منه بعد أن احتجزته في المنزل.

وحاولت المخرجة سميرة بوعمود التطرّق إلى مسألة العدالة الانتقالية في تونس التي لا يزال صداها قائما بعد الثورة، والإجابة عن بعض التساؤلات العالقة، من ضمنها « أي عدالة انتقالية نريد؟ » وقد أبرزت من خلال أحداث المسرحية أن التغطية على الانتهاكات الحاصلة قبل الثورة لن تثني مرتكبيها عن مواصلة تلك الممارسات، مشدّدة على أن التشهير بالانتهاكات ومرتكبيها يبقى الحلّ الأمثل، في تقديرها، للتأسيس لنظام ديمقراطي صلب والحدّ من ممارسات التعذيب والاعتداءات على الكرامة البشرية داخل السجون وفي مراكز الإيقاف.

وتصوّر المخرجة هول ظاهرة التعذيب بمختلف أنواعه، سيما التعذيب النفسي المنجرّ عن حالات الاغتصاب بالخصوص الذي تعرّض إليه ضحايا الديكتاتورية. فتجرّدت من المحرّمات الأخلاقية والمجتمعية والدينية، لتسمّي الأشياء بمسمياتها، فعرّت الجانب المتوحّش في الإنسان الذي يعذّب دون رحمة أو شفقة. كما انتقدت المرافعات القضائية التي لم توفّر محاكمات عادلة للضحايا في الفترة التي سبقت الثورة، مشكّكة في دور بعض القضاة غير المستقلين « الموالين للنظام السابق » في إنصاف الضحايا، وفق ما أبرزته بعض المواقف في المسرحية على لسان الممثلة هناء شعشوع.

رحلة انتزاع الضحية اعترافا مكتوبا من جلادها، صاحبته خصائص فنيّة أضفت على العرض جمالية بصرية، منها بالخصوص تقنيات الإضاءة لشوقي مشاقي ورياض التواتي التي جزّأت الركح إلى غرف وأروقة من ناحية، وعكست الحالة النفسية السيّئة للضحية وهي تستحضر عبر تقنية « الفلاش باك » مشاهد العنف والاغتصاب التي تعرّضت لها والخوف الذي لم يفارقها منذ تلك الحادثة.

كما لم يخلُ العرض من بعض المفارقات التي انبنت عليها بعض المواقف في المسرحية، على غرار موسيقى « فرانز شوبرت » الكلاسيكية وما تتميّز به من رومنسية، ولكن هذه الموسيقى قابلتها مشاهد قاسية وعنيفة لتبرهن على أن المظاهر لا تخفي الجانب الآخر للإنسان وهو الجانب المتوحّش فيه.

تنتهي أحداث المسرحية على إيقاد الشموع، وهي بذلك ترمز إلى شعلة الأمل والتفاؤل في حياة مستقبلية ميزتها الحب والتسامح، وهي إشارة إلى المصالحة بين الضحية والجلاد بعد كشف حقيقة الانتهاكات.

تجدر الإشارة إلى أن الممثلة هناء شعشوع كانت قد فازت بـ « ذهبية المسرح الحر لأفضل ممثلة » وذلك عن دورها في هذا العمل المسرحي « الصبيّة والموت » وذلك خلال فعاليات الدورة الثانية عشر لمهرجان ليالي المسرح الحر بالعاصمة الأردنية عمّان في ماي الماضي.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو