البث الحي

الاخبار : مسرح

theatre11

مسرحية « البيادق » تستأنف عروضها بعد منعها لأسباب سياسية

قدمت فرقة مدينة تونس للمسرح، مساء الجمعة 30 جوان بالمسرح البلدي بالعاصمة عملها الجديد « البيادق » تأليف مصطفى الفارسي والتيجاني زليلة وإخراج محمد المختار الوزير، وهو عمل فني يعاد إحياءه من جديد بعد مرور حوالي نصف قرن على تأليف المسرحية وعرضها مرة واحدة سنة 1970، لتتوقف بعدها عن العرض لأسباب سياسية.

أدى أدوار مسرحية « البيادق » التي دام عرضها 60 دقيقة كل من ريم الزريبي وميساء ساسي ورانية العقربي ويسرى العموري والمالكي اللباوي وأحمد حشيشة وزياد المشري وشادي الماجري وياسين فطحلي. وتروي « البيادق » انتقال عائلة من مكان إلى آخر ومن أرض إلى أخرى قصد خدمة الأرض والاقتتات من زرعها، وفي سنة من القحط يقتني أحد الدخلاء الأرض ويجبرهم على العمل لحسابه. يرفض الأبناء الظلم الذي يعيشونه ويقرّرون الانضمام إلى ثورة ضدّ الأسياد، ثورة يذهب ضحيّتها الابن الأصغر، وتظلّ العائلة تصارع الظلم إلى أن يفوز الثوار لكن القائد الجديد سرعان ما يحيد عن مبادئ الثورة فيتحوّل نظامه إلى ديكتاتورية ».

 تكمن طرافة هذا العمل من الناحية الفنية في توظيف المخرج تقنيات بصرية بكثافة من ضمنها خيال الجسد والقناع ولعب الممثل بالإضافة إلى عناصر سينوغرافية أخرى كالإضاءة وملابس الممثل. وقد استخدم المخرج هذه التقنيات ليعبّر عن حالة نفسية سيّئة لشخصيات تتأرجح بين طوبوية الخطاب السياسي والواقع المرير .

مسرحية « البيادق » التي أعاد إحياءها مختار الوزير نظرا لـ « تطابق الأحداث مع ما نعيشه في هذه المرحلة من زخم اجتماعي وسياسي »، حافظ فيها المخرج على النص الأصلي بالعربية الفصحى ولم يقم بإعادة كتابة له (دراماتورجيا) وذلك لما يحمله النص من جمالية وشاعرية من ناحية ولأن القضية تتجاوز البعد الوطني وتأخذ بعدا إقليميا عربيّا نتيجة الزخم السياسي الذي تعيشه بعض الدول العربية في ما بات يعرف بـ « الربيع العربي ».

ولئن تعدّدت القضايا المطروحة في هذا العمل لتشمل الفقر والإقصاء والتهميش وغياب العدالة الاجتماعية واتساع الهوّة بين الطبقات الاجتماعية والتضييق على الحريات الفكرية وغيرها، فإنّ القضية الرئيسية أو القضية الأم في مسرحية « البيادق » هي قضية الأرض بمعنى الوطن، الأرض التي خدمها الشعب بحب وإخلاص تعتبرها الطبقة السياسية ملكا خاصّا لها لتجعل من المواطنين مجرّد بيادق في لعبتها السياسية « الدنيئة ».
قد يكون تغيّر النظام الاقتصادي القائم في تونس من نظام يقوم على التعاضديات في الستينات إلى نظام رأسمالي اجتماعي مع بداية السبعينات، من الدوافع الرئيسية التي دفعت بمصطفى الفارسي والتيجاني زليلة لتأليف مسرحية « البيادق »، إلا أن مختار الوزير جعل منها دراما اجتماعية سياسية تتأرجح فيها الشخصيات بين خطاب مثالي لا أساس له من الواقعية وبين واقع مرير. فتولد لديهم فكرة التغيير والتحرر والانعتاق.

« البيادق » عمل مسرحي تتوفر فيه عناصر الفرجة والصورة من خلال توظيف تقنيات خيال الجسد والقناع والملابس، وتتوجه برسالة عاجلة إلى صناع القرار تحذّرهم من قيام ثورة جديدة نتيجة تواصل تهميش الكادحين بعد ثورة بثت فيهم أملا للتغيير وتحسّن أوضاعهم المعيشية.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو