احتضنت مدينة قبلي القديمة صباح السبت تظاهرتين ثقافيتين سياحيتين  تهدفان  إلى إحياء هذه المدينة والتعريف بما تمثله من موروث حضاري. فقد نظّم المكتب الجهوي للثقافة والرياضة والعمل تظاهرة بعنوان « لمة نساء بلادي » في دورتها الثانية التي تجمع بين البعدين الثقافي والرياضي من أجل إبراز إبداعات الشغالين وخاصة العنصر النسائي القادر على أن يكون في الصف الأول في تأثيث مختلف التظاهرات وفق ما أكده رئيس هذا المكتب فؤاد بن يوسف لمراسل « وات » بالجهة.

وأوضح المصدر ذاته أن تظاهرة « لمة نساء بلادي » انطلقت عبر تنظيم سباق في رياضة المشي للسيدات، تلاه افتتاح معرض لإبداعات الشغالين يبرز الطاقات الإبداعية الكامنة لدى العملة في مختلف المجالات من رسم ونحت وغيرها من الفنون. كما تم تنظيم معرض يقدّم للزائرين عددا من الأكلات الشعبية والصناعات التقليدية.
وتم تنشيط ساحة الرحبة وسط مدينة قبلي القديمة بمجموعة من الفرق الشعبية التي تنهل من موروث الجهة. وأشار المصدر ذاته إلى أن الخط الفاصل بين الرياضة والثقافة، هو خيط رفيع يمكّن من المزج بين القطاعين في مختلف التظاهرات.

بدورها نظمت جمعية صيانة مدينة قبلي القديمة تظاهرة  » يوم الحنين » في نسختها الثامنة التي تهدف إلى إحياء وتنشيط هذه المدينة عبر تقديم بعض الفقرات التي تبرز موروث المنطقة، قبل فسح المجال للعرض الصوفي السنوي المتمثل في حضرة العيساوية التي كانت ولا تزال تستقطب الأهالي نظرا لطابعها المتفرد الضارب في التاريخ وفق ما أكده رئيس هذه الجمعية الدكتور ماهر الصغيرون .
وأضاف المصدر ذاته أن مدينة قبلي القديمة تتطلب الكثير من المجهودات لتثمين هذه المنطقة سياحيا وثقافيا مبينا أنه يجري حاليا تنفيذ مشروع بهذه المدينة الاثرية بتمويل من برنامج التنمية المندمجة باعتمادات تفوق 660 الف دينار سيمكن من ترميم ساحة الرحبة وسط المدينة إضافة إلى تنوير وتعبيد الشوارع المؤدية الى قبلي القديمة. كما أن بلدية قبلي من جهتها ستواصل إنجاز قسط ثان من هذا المشروع عبر ترميم المسالك الموجودة داخل المدينة القديمة وانجاز بوابات على محيطها.
وأكد الصغيرون أن الجمعية تعمل منذ مدة بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث على تصنيف مدينة قبلي القديمة كتراث وطني وسيتم خلال شهر افريل المقبل انجاز ورشة عمل للانطلاق في عملية التسجيل مبينا أن ترتيب المنطقة كتراث وطني سيساعد في تصنيفها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي الأمر الذي سيوفر للمدينة حماية كبيرة من عمليات التخريب التي تطالها إلى جانب الحصول على اعتمادات كبيرة لإعادة بناء قبلي القديمة وإرجاعها كما كانت خاصة وانها لا تزال تحتفظ على الكثير من معالمها التي تعود الى العهد الروماني والعهد البيزنطي إلى جانب كونها كانت موطن أهالي مدينة قبلي الحالية في القرن الماضي مع تميزها بكونها محاطة بالواحات التي تحتفظ بالكثير من أنواع النخيل المهددة بالانقراض.

وات