احتضن فضاء سينمدار بقرطاج العرض ما قبل الأول لمجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة، تم إنتاجها في ورشات انتظمت ضمن ملتقى الرديف للأفلام الوثائقية في دورتيْ 2015 و2017.
وهذه الأفلام التي تمّ عرضها الليلة الماضية ضمن البرمجة الرمضانية لمكتب « روزا لوكسمبورغ » بشمال إفريقيا، هي « مشوار » (7 دق) لعلي كداش وناظم نمسي، و »لمبتشي » (16 دق) إخراج كل من عكاشة بن صالح وأكرم فخري وحمزة الواعر، وكذلك « ابن مخيم » (8 دق) لمحمد صالح عيسى، و »ليست أرض النساء » (7 دق) لنادية طويجر و »كات (رديف – تونس) » (11 دق) لعلاء الدين أبو طالب، بالإضافة إلى فيلم « دلتا » (10 دق) لجمال كركر.
تشترك جميع الأفلام المعروضة في إبراز مظاهر الفقر والتهميش والإقصاء وغياب العدالة الاجتماعية في منطقة الرديّف التي تزخر بثروة منجمية لم تستفد منها. إلا أن التناول السينمائي لمختلف القضايا كان من زوايا متعدّدة على غرار قضية المرأة التي لا تتمتع بكامل حقوقها الاجتماعية، كما صوّرها شريط « ليست أرض للنساء » مقابل تسلّط العقلية الذكورية، أو من خلال زاوية استفحال مظاهر الفقر والبطالة مثلما أظهرتها كاميرا فيلم « لمبتشي »، أو من زاوية تحدي السكان لقساوة الأرض والمناخ والتشبث بالحياة كما تجلّى في فيلم « كات (رديف – تونس) ».
ولم تكن هذه الصورة المقدمة عن مدينة الرديف الواقعة بالجنوب الغربي للبلاد، إلا مرآة لعديد المناطق في تونس التي تشكو غياب التنمية وهشاشة بنيتها التحتية وغياب المرافق الضرورية للحياة.
لقد استطاع المخرجون الشبان لهذه الأفلام بمعدات تقنية بسيطة أن يفكوا الحصار عن مدينة الرديف، وأن يأخذوا المتفرّج في جولة بالمدينة من زوايا عديدة ليتعرّفوا على الحياة الاجتماعية للأهالي ويشاهدوا غياب مقومات التنمية وتفشي البطالة وغياب وسائل الترفيه.
وثمّن الحاضرون هذه الأشرطة المعروضة. ودعوا إلى برمجتها في التظاهرات السينمائية الوطنية. كما عبّروا عن دعمهم لملتقى الرديف للأفلام الوثائقية لإتاحته الفرصة للشباب للتعبير سعيا إلى التغيير في الواقع. وانتقد عدد من المتدخلين أداء بعض وسائل الإعلام التي قالوا إنها تسعى إلى « شيطنة » المحتجين المطالبين بالتنمية والتشغيل في مدن الحوض المنجمي.

وات