تساؤلات حول البحث عن السعادة في الحياة، هل هي الاعتناء بالأبناء والعمل على توفير أسباب نجاحهم في الدراسة والحياة والسعي وراء كسب قوت العيش من وظيفة محترمة؟ وإذا توفرت هذه الظروف الملائمة للعيش بتوازن ورفاهية فما الذي يدفع بعض الشباب إلى الذهاب إلى سوريا والانخراط في شبكات الإرهاب؟ هذه التساؤلات طرحها المخرج محمد بن عطية في فيلمه الجديد « ولدي » الذي قدمه اليوم في عرض خاص للصحفيين بمدينة الثقافة.

أحداث الفيلم والمسار الدرامي للسيناريو تصاعد بحركية بسيطة عبر مشاهد مستوحاة من المعيش اليومي في العائلات التونسية التي تحظى بمستوى محترم في نمط عيشها، شخصية « رياض » (الممثل محمد ظريف) الأب الذي يسعى هو وزوجته « نازلي » (الممثلة منى ماجري) لتوفير الرعاية والنجاح لابنهم الوحيد « سامي » (الممثل زكريا بن عياد) الذي يعاني من نوبات الصداع النصفي المتكررة مما أثار قلق والديه وعندما شعر بالتحسن اختفى وترك رسالة لوالده.

وفي نقاش انتظم بعد عرض الفيلم بين محمد بن عطية أن فكرة عمله مستلهمة من وضعيات واقعية يعيشها الوالدان في رحلتهما عن البحث عن أبنائهم الذين هاجروا لسوريا للانضمام الى المجموعات الارهابية مشيرا إلى أنه أراد من خلال فيلمه إثارة التساؤل حول مفهوم السعادة لدى الشبان الذين باتوا يبحثون عنها بعيدا عن القالب الأسري التقليدي القائم على الاستقرار والتوازن.

الطرح الجوهري للفيلم جاء عبر شخصية الأب الذي تتبعثر مفاهيمه للحياة ليكتشف حقائق متعلقة بذاته وبوضعه كأب وزوج وفي حالة الوعي هذه يلتقي بعجوز تركي يدرك من خلال لقائه أن السعادة التي يبحث عنها لابنه هي في نهاية الأمر بحث عن سعادته الخاصة، وهو ما يخلق توترا في عملية التواصل مع الأبناء الذين تختلف معهم المقاييس في معنى الوجود ومعرفة الذات لتتبلور في أذهانهم معايير أخرى للنجاح يغذيها أصحاب الفكر المتطرف والظلامي ويجروهم إلى السعادة الوهمية.

فيلم « ولدي » الذي سيشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لأيام قرطاج السينمائية 2018، هو من بطولة محمد ظريف ومنى ماجري وزكريا بن عياد وإيمان الشريف وسيعرض على الشاشات الكبرى بداية من يوم 11 نوفمبر المقبل.

وات