البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

56764689_2528086823932815_6593387588113924096_n

مختصون في أدب الطفل : التفكير الفلسفي شأن يهمّ الأطفال لا الراشدين فقط

« ثمّة ما يُشبه المسلّمة بأن التفكير الفلسفي شأن يخصّ الراشدين دون غيرهم »، هذا الموقف استبعده مختصّون في أدب الطفل، مجمعين على أنه موقف انبنت عليه أنساق فكرية كبرى وتقاليد بيداغوجية وسياسية وتربوية في تصوّر البرامج التعليمية وتسمية المواد العلمية وتبويبها وتوزيعها بحسب النمو الذهني والنفسي المفترض للطفل.
جاء ذلك في جلسة علمية أدارها المفكّر المغربي رشيد العلوي وأثثها الدكاترة محيي الدين الكلاعي وآمنة الرميلي ومحمد الهادي عياد والجزائرية خديجة زتيلي، وهي جلسة تندرج ضمن الدورة العاشرة للملتقى العربي لأدب الطفل التي افتتحت أشغالها صباح الخميس وتختتم يوم الجمعة 5 أفريل.
استهلّت الدكتور خديجة زتيلي مداخلتها الواردة بعنوان « مسألة القضاء والقدر كما تصوّرها فولتير في روايته الشرقية زاديج ومراميها الفلسفية »، بالتأكيد على أن القصص الفلسفي يكتسي أهمية في تاريخ الفكر الإنساني وبه توطّنت القيم الفكرية والسياسية والأخلاقية والاجتماعية للناشئة.
وأبرزت أن القصص الفلسفي لطالما تضمّن رسائل بليغة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والانتصار لقيم الحق والخير والجمال والقيم الإنسانية السامية الموجودة بين سطور الروايات الفلسفية الخالدة.
وتحدّثت عن الدور التربوي للقصص الفلسفي، مبيّنة دور المعاني المستلهمة من الأدب الفلسفي في عملية تنشئة الأطفال على التفكير العقلاني والمنطق السليم والمساءلة والاعتداد بـ « الأنا » وعدم قبول الرأي دون مناقشته. ودعت بالخصوص القائمين على المناهج التعليمية في الدول العربية لإدراج القصّة الفلسفية في المناهج التعليمية، واختيارها بعناية فائقة من قبل تربويّين متخصّصين في هذا المجال.
هذا الموقف الداعي لإدراج القصّة الفلسفية في المناهج التعليميّة تبنّاه أيضا الدكتور محيي الدين الكلاعي، إذ شدّد في مداخلة له بعنوان « القصّة الفلسفية الموجهة إلى الأطفال: آداب واستراتيجيات »، على أن الفلسفة ممكنة تربويا وبيداغوجيا وعلميا، وهي أيضا ممكنة في الجانب الحقوقي.
وأكّد على أن للطفل الحق في التساؤل الفلسفي والبحث عن إجابات عنها، مذكّرا بأن الحديث عن فلسفة الأطفال مسألة لم تُبحث فلسفيا ولا بيداغوجيا ولا تربويا من عهد أفلاطون إلى الفيلسوف الأمريكي « ماثيو ليبمان ». واعتبر أن القصّة الفلسفية يمكن أن تضطلع بهذه الوظيفة أي التفكير بالنظر إلى طبيعة الطفل.
وتساءل عن جدوى تدريس الفلسفة للراشدين بعد أن يكون المجتمع قد أفقده (أفقد الطفل) روح المساءلة وحوّل أذهانه إلى التسليم بالأحكام المسبقة. ولاحظ أن رفض تدريس الفلسفة للأطفال هو ادعاء متهافت من الناحية العلمية.
وقالت الدكتورة آمنة الرميلي، الكاتبة والجامعية، إن أدب الطفل هو جنس مهمّش في الجامعة، وكان بالإمكان أن « نجعل منه مادّة جيّدة تدرّس في الجامعة ». وأضافت في مداخلة لها حملت عنوان « السرد الفلسفي في قصّة « حي بن يقظان » أن التوجه للأطفال بقصّة فلسفية ممكن في المناهج التعليمية، لافتة إلى تقاطع الفلسفي الأدبي بالذهني السردي على غرار « كليلة ودمنة » لعبد الله بن المقفع.
أما الدكتور محمد الهادي عيّاد، فقد تمحورت مداخلته حول تدرّج الإدراك المعرفي لدى الطفل، وهو تدرّج معرفي في البحث عن الذات انطلاقا من المعرفة الحسيّة مرورا بالمعرفة العقلية ثم الانتقال إلى المعرفة الروحية.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو