احتضنت دار الكتب الوطنية بتونس يوم الجمعة لقاء حواريا حول المؤرخ والاديب التونسي حسن حسني عبد الوهاب (1968/1883) تم خلاله استعراض اهم المحطات الفكرية والسياسية فى مسيرة هذه الشخصية الوطنية التي برزت فى النصف الاول من القرن الماضي واسهمت من مواقع عديدة فى اثراء الحياة الثقافية والجمعياتية والسياسية فى تونس اثناء فترة الاحتلال الفرنسي لتونس وفى السنوات الاولى للاستقلال.
وتم خلال هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص عدد من المؤرخين والباحثين التونسيين ابراز العطاء الغزير لحسن حسني عبد الوهاب طوال حياته جمع فيه بين العمل الفكري والاصلاحي والنشاط السياسي والجمعياتي حيث اشتغل بالادارة وتدرج فى العديد من المناصب الادارية منها قايد جبنيانة (1925) وقايد المهدية (1930) فوزير القلم (1942) ثم رئيس المجلس الاعلى للاوقاف (1945)، كما برز عبد الوهاب بانخراطه فى العمل الجمعياتي فى سن مبكرة فاسس الجمعية الاسلامية للالعاب الرياضية سنة 1905 ثم جمعية الترقي التجارية فالمصرف التجاري العربي ثم الجمعية العقارية التونسية وهذا الزخم الجمعياتي جعل من حسن حسني عبد الوهاب شخصية مجتمعية مرموقة.
وفى المجال الفكري، كتب عبد الوهاب اول اقصوصة فى الادب التونسي المعاصر وعنوانها « ليلة سقوط غرناطة » وهي باللغة الفرنسية وكان قد نشرها سنة 1905 فى مجلة « نهضة شمال افريقية » التي كانت تصدر باللغة الفرنسية، كما كتب اول مؤلف فى مجال الاقتصاد السياسي وعنوانه « قواعد علم الاقتصاد ».
هذا اللقاء مثل ايضا مناسبة للنبش فى بعض مواقف حسن حسني عبد الوهاب الفكرية وخاصة تلك التي كانت محل جدال بينه وبين معاصريه من المؤرخين التونسيين على غرار موقفه من بداية تأريخ الحضارة والثقافة التونسيتين وقد كان ميالا الى فكرة ان كل الحضارات التي تعاقبت على تونس هي تونسية فقرطاج تونسية والبونيقيون تونسيون وكذلك الارث التاريخي للفترات الزمنية اللاحقة.