البث الحي

الاخبار : الاخبار

30724131_1974350442883447_8652224077492125696_n

لقاء حول المسرح التونسي واستفادته من « البرشتية »

اهتمّت الدورة الرابعة والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب، في برنامجها الثقافي، بنظرية الكاتب والمسرحي الألماني « برتولد برشت » واستفادة المسرح التونسي من تجربته. وذلك في لقاء حمل عنوان « برشت في المسرح التونسي » أداره الإعلامي عبد الحليم المسعودي وأثثه الناقد المسرحي محمد المديوني والمخرج المسرحي توفيق الجبالي.
ويندرج هذا اللقاء الذي انتظم مساء السبت بقصر المعارض بالكرم، بمناسبة مرور 120 سنة على ميلاد « برتولد برشت » (1898 – 1956)، وفيه تناول الضيفان بالحديث مدى استفادة المسرح التونسي من المدرسة المسرحية البرشتية في الإخراج وفي الخطاب المسرحي بشكل عام.
واستهلّ الدكتور محمد المديوني مداخلته بالحديث عن إحصاء المكتبة الوطنية الفرنسية لأكثر من 700 نصّ لـ « برشت » منه مؤلفات مسرحية وموسيقية وغنائية وكذلك سينمائية. وأضاف أن هذه الشخصية قد شغلت الناس كثيرا في أوروبا حتى إنّ اسمها « قد وُجد ضمن قائمة كانت ستحاكم بالإعدام سنة 1923 لو نجح هتلر في انقلابه آنذاك »، لافتا إلى أنه غادر ألمانيا في الثلاثينات بعدما وصل هتلر إلى سدّة الحكم في ألمانيا.
وبيّن أن المسرح التونسي ترجم نظريات « برشت » في المسرح المدرسي ومسرح الهواية في الجهات، لكن المسرح المحترف حافظ على البناء المسرحي الذي جاء به الفيلسوف اليوناني أرسطو.
وعن خصائص نظرية « برشت »، قال الدكتور محمد المديوني إن « برشت » كسر عديد القواعد المسرحية الإغريقية وفتح آفاقا بالخروج عن المسرح الآرسطي، وهو يتميّز عن المسرح الأرسطي بالبحث والعمق في العناصر السينوغرافية وفي أداء الممثل وفي المقاربات التقنية.
وتطرّق المخرج توفيق الجبالي إلى الحديث عما وصفه بـ « تحرير » المسرح التونسي من المسرح الأرسطي انطلاقا من الستينات وتحديدا سنة 1965. مضيفا أن عددا من المسرحيين هو من ضمنهم الى جانب المنصف السويسي وفرج شوشان، قد أصدروا آنذاك بيانا يدين ما أسماه بـ « المسرح البرجوازي »، ويبشرون من خلاله بـ « مسرح اجتماعي » ينير الناس، على حدّ قوله، وكان ذلك تأثرا بالبرشتية. وكان بريشت يعتبر أن مسرح ارسطو « فاشستي » ويجعل من المتفرج مسلوب الارادة باتباعه حبكة الخرافة التي يحكيها العرض. ودعا الى اعتماد الاستطراد وقطع الحبكة والمتابعة المسترسلة للقضية المطروحة.
وذكر أن المسرحي الراحل المنصف السويسي قد أسّس الفرقة الجهوية للمسرح بالكاف سنة 1967 وبدأ في ممارسة المسرح الشعبي، فيما قام عدد من المسرحيين من ضمنهم الراحل عز الدين قنون بتقليد « برشت »، خاصة في التقنيات المسرحية المتمثلة في قطع الحبكة الدرامية عن المتفرج وكذلك إظهار ما يقوم به الممثل لا على الركح فحسب وإنما في الكواليس خلف، وذلك من خلال إزاحة الستار عنه والاستغناء عن الديكور.
وأفاد توفيق الجبالي، في شهادته، أن المسرح التونسي اتجه في مساراته إلى « شعبنة » المسرح » ولم يتخلّص من عقدة الخرافة. وأشار أيضا إلى أن جيلا جديدا قد حلّ بعد الحركات التي أحدثت النمط السردي كعز الدين المدني. وهذا الجيل الجديد الذي تحدّث عنه الجبالي، يستمدّ نصوصه من المسرح مباشرة، بعد أن كانت تقدّم إليهم جاهزة من الأدباء.
واعتبر أن المدرسة البرشتية هي أسلوب تفكير، وقد وجدت مدارس أخرى بعدها تعتمد تقنيات الفيديو في المسرح.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو