تمحورت الندوة الفكرية التي انتظمت اليوم الخميس بدار الثقافة بالفوار تحت عنوان « الشعر الشعبي الملحون واستثماره موسيقيا »، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للاغنية البدوية في دورته السابعة، حول كيفية استغلال الموروث الشفوي لمنطقة نفزاوة في الاعمال الموسيقية التي من شانها ان تضمن المحافظة على هذا الموروث وحمايته من الضياع خاصة وانه يمثل كنزا لاماديا قابلا للاندثار باندثار الاجيال التي تحفضه، وفق ما اكده الباحث بالمعهد الوطني للتراث محمد الجزيراوي لمراسل (وات) بالجهة.
وبين الجزيراوي انه تم التركيز خلال المحاضرة التي قدمها في هذه الندوة الفكرية على ابراز « انماط الاغنية الشعبية المحلية المتداولة على غرار المهاجات الخاصة بالنخلة او بالجمل او الفرس »، واضاف انه تم التطرق في محور ثان من المداخلة الى اغاني الاعراس واغاني الرحى (الاغاني التي ترددها النسوة اثناء رحي القمح او الشعير بالطرق التقليدية) ليؤكد على اهمية استثمار المخزون التراثي في الاغاني الحديثة خاصة في ظل نجاح بعض الفنانين بامهات القصائد المعروفة لبعض الشعراء امثال محمد الطويل والبرغوثي او حتى بالقصائد الحديثة لبعض شعراء الجهة على غرار قصيدة « لفي لفي » لمحمد مبروك الصابري وهو ما يسمح بتمرير النفائس من القول التي تم توارثها من الاباء والاجداد للاجيال الحالية او حتى الاجيال القادمة
من ناحيته اوضح الدكتور بجامعة الشهيد حمة لخضر بولاية وادي سوف الجزائرية احمد زغب، انه ركز خلال المداخلة التي قدمها على « العلاقة في الشعر الشعبي بين الشكل والاداء »، وبين ان « المقصود من الشكل هو الشكل الموسيقي الايقاعي في قوافي القصيدة وابياتها، اما الاداء فهو كل ما يتعلق بطريقة التادية عند المنشدين للشعر الشعبي البدوي ».
واوضح ان « الشعر المتشابه في المناطق المتجاورة بالجنوب الجزائري والجنوب التونسي اضافة الى عدة مناطق من ليبيا يعود الى اربعة اوزان رئيسية معروفة وهي الملزومة والقسيم والموقف والمسدس، وقد ثبت من خلال التحليل المقطعي لهذه الاوزان، وجود مقاطع منتشرة بكثرة في بعضها ومقاطع سائدة في اوزان اخرى وقد تم التبين من ان الاوزان التي تكثر فيها المقاطع المفتوحة سواء، غالبا ما تؤدى بطريقة الاسماع والامتاع بالكلمة المسموعة والمفهومة اي بمعنى الاعتماد فقط على الصوت والكلمة في حين ان الاوزان التي تسود فيها المقاطع المغلقة والمزدوجة الاغلاق فان الاداء فيها عادة ما يكون بطريقة الايقاع اي مصاحبة الكلمة بايقاعات بالايدي او بالتقسيم بالعصي على الطبل ».