تناول عدد من المؤرخين والمشاركين في ندوة انتظمت السبت بدار الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة، جملة من المحطات التاريخية بجهة جندوبة ودور أهالي المنطقة ونخبها وعمالها في تجذير النضال الوطني والتنظم النقابي والسياسي والتضامن الاجتماعي وتأطيره ضد المستعمر الفرنسي.

هذه الندوة ملتئمة ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة السادسة لمهرجان الابداع والفنون الذي يقيمه الاتحاد العام التونسي للشغل بجهة جندوبة. وفي المداخلة الاولى لليوم الثاني، أبرز حلمي الغزواني دور اهالي جندوبة في المقاومة الوطنية وذكّر بأهم المحطات النضالية التي عرفتها الجهة خلال الفترة الاستعمارية من بينها معركة 30 افريل 1881 بمنطقة بن بشير او ما يعرف تاريخيا بمعركة « اولاد بوسالم  » التي تصدى فيها اهالي الجهة لعدد من فيالق الجيش الفرنسي اثر اجتياحه للتراب التونسي وتوسع دائرة المقاومين من نساء وشبان وشيوخ ودعم عدد من الوطنيين لهم، إضافة الى احداث 4 افريل 1938 بوادي مليز التي كشفت استبسال اهالي تلك الجهة في المقاومة والدفاع عن الارض والعرض وما لعبته الحوانيت والاسواق من دور اعلامي رغم المحاصرة الاستعمارية للفاعلين.

وتطرق الغزواني أيضا إلى دور عدد من الشخصيات الجهوية وقيمة التكامل بين النضالين العلمي والمعرفي من خلال ابراز محطات من تاريخ وسيرة المدرس والنقابي مصباح الاينوبلي، وتحدث عن المقاومة المسلحة التي مثل فيها الطيب الزلاق دورا رياديا في التعبئة والتدريب والتصدي من خلال الكمائن والمواجهة .

من جهته نبش المؤرخ عبد الحميد الهلالي في الذاكرة التاريخية والشعبية لأهالي الجهة وذلك من خلال إبرازه لدور جهة جندوبة في الحركة النقابية زمن الاستعمار المباشر والبدايات الاولى لتشكل نقابات العمال في ضيعات المعمرين وفي المناجم والغابات. وأكد أن ما عرفته الحركة النقابية بجهة سوق الخميس »بوسالم حاليا » يعد ابرز تتويج عمالي في تاريخ تونس مستدلا على ذلك بإضراب المرجى الذي دام لمدة مائة وعشرة أيام وهو أطول إضراب في تاريخ العالم وفق تعبيره مشيرا الى مدى تأثير هذا الاضراب في نشر الوعي العمالي بقيمة حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

وات